جدول المحتويات
في خطوة جريئة تمثل حقبة جديدة في عالم الصحافة، أطلقت صحيفة “النهار” منصة إخبارية مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي. هذا التحول الاستراتيجي لا يعيد فقط تعريف كيفية إنتاج واستهلاك الأخبار، بل يؤكد أيضًا التزام “النهار” بالبقاء في طليعة الابتكار الإعلامي. بقلب يستند إلى الذكاء الاصطناعي، تعمل هذه المنصة على إحداث تغييرات جذرية في مفهوم الإعلام، واضعةً معايير جديدة لصناعة الأخبار الرقمية في لبنان وخارجه. ومع استمرار الذكاء الاصطناعي في تغيير معالم الصناعات حول العالم، يُعتبر دخول “النهار” إلى الصحافة المدعومة بالذكاء الاصطناعي إشارة إلى مستقبل تكون فيه توصيل الأخبار أسرع وأكثر ذكاءً وتخصيصًا.
رؤية “النهار” للصحافة المعززة بالذكاء الاصطناعي
لطالما كانت “النهار” رائدة في المشهد الإعلامي اللبناني، معروفة بتقاريرها الموضوعية ودفاعها عن حرية الصحافة. والآن، مع إطلاق منصتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تقوم “النهار” بخطوة جبارة نحو المستقبل. وفقًا لنائلة تويني، رئيسة مجلس إدارة مجموعة “النهار” الإعلامية، تم تصميم المنصة الجديدة لضمان بقاء الصحيفة ذات صلة في عالم متغير بسرعة. وقالت تويني: “نحن دائمًا حيث يحدث الخبر، والآن سنكون أيضًا حيث يتواجد قارئ الخبر”، مشيرة إلى قدرة المنصة على تلبية الاحتياجات المتطورة لجمهورها.
ومن خلال الدمج مع الذكاء الاصطناعي، تستطيع “النهار” تحليل كميات هائلة من البيانات في الوقت الفعلي، مما يتيح تقديم تقارير أكثر دقة وعمقًا. هذا التحول لا يعزز فقط سرعة تحديث الأخبار، بل يثري أيضًا جودة المعلومات المقدمة للقراء. وبفضل الذكاء الاصطناعي، تتمكن “النهار” من تتبع توجهات وسائل التواصل الاجتماعي ورصد الأخبار العاجلة، وتقديم محتوى يلبي المتطلبات الزمنية ويتوافق مع السياق.
إعادة تعريف بيئة الأخبار: دور الذكاء الاصطناعي في صياغة المحتوى
من أهم الابتكارات التي قدمتها منصة “النهار” الجديدة هو دور الذكاء الاصطناعي في صياغة وتنظيم المحتوى. تساعد الأدوات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي الصحفيين في جمع المعلومات، وتحديد التوجهات الجديدة، وحتى كتابة مسودات أولية اعتمادًا على بيانات منظمة. مما يتيح للصحفيين التركيز على إعداد تقارير أكثر عمقًا وتحقيقات شاملة في حين يتولى الذكاء الاصطناعي الجوانب التكرارية من إنتاج الأخبار.
وأشار خوان سنيور، رئيس شركة “Innovation Media” المسؤولة عن إعادة تصميم منصة “النهار”، إلى أن الذكاء الاصطناعي يغير جوهر سير العمل في غرفة الأخبار، قائلًا: “لم يعد الأمر يتعلق بتغطية الأخبار فقط؛ بل بفهم الأنماط الكامنة وراء الأخبار”. ومن خلال الذكاء الاصطناعي، تستطيع “النهار” الآن توقع اهتمامات القراء، وتخصيص المحتوى لشرائح ديموغرافية محددة، بل وحتى إنشاء موجزات إخبارية موجهة تعتمد على تفضيلات المستخدمين الفردية.
كما يتيح الذكاء الاصطناعي مراقبة تفاعل القراء في الوقت الفعلي، مما يمكّن فريق العمل في غرفة الأخبار من تعديل وتحسين المحتوى المستقبلي. وبفضل تحليل سلوك المستخدمين، يمكن للمنصة أن توصي بمقالات تتوافق مع اهتمامات القارئ، مما يوفر تجربة إخبارية أكثر اندماجًا وتخصيصًا.
عصر جديد من الصحافة المرئية: تعزيز الرسومات والوسائط المتعددة
جنبًا إلى جنب مع محرّك الأخبار المدعوم بالذكاء الاصطناعي، قامت “النهار” أيضًا بتجديد نهجها في الصحافة المرئية. تركز المنصة الجديدة بشكل كبير على المحتوى المتعدد الوسائط، بما في ذلك الصور عالية الجودة والرسوم البيانية والفيديوهات لتعزيز التقارير التقليدية المعتمدة على النصوص. وهذا التحول يتماشى مع التوجهات العالمية، حيث تُصبح رواية القِصص المرئية ذات أهمية متزايدة لجذب اهتمام الجمهور والحفاظ عليه.
صرح سبيروس بُليكَندريوتيس، المستشار الأول في تصميم الوسائط في “Innovation Media”، بأن فلسفة التصميم الجديدة تركز على “العناصر المرئية لرواية القصة مثل الصور والرسوم البيانية والتحليلات الموجزة”، التي تُبسط الأخبار المعقدة وتحولها إلى صيغ سهلة التناول وجذابة. كما أن إمكانيات الذكاء الاصطناعي في المنصة تعزز تجربة القارئ من خلال توليد رسوم بيانية ديناميكية تتكيف وفقًا لسياق القصة وأهميتها.
تكمل الإصدارات الرقمية والمطبوعة الجديدة من “النهار” بعضهما البعض، مما يمنح القراء انتقالًا سلسًا بين المنصتين. كما تضمن الأوقات السريعة لتحميل المنصة الرقمية وتوصيات المحتوى المستندة إلى الذكاء الاصطناعي أن يحظى القراء بوصول فوري إلى أحدث الأخبار الموجهة لتتناسب مع اهتماماتهم وتفضيلاتهم.
توسيع الآفاق: الطموح الرقمي العالمي لـ”النهار”
تشير التحولات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي التي اعتمدتها “النهار” إلى نيتها في توسيع نطاق تأثيرها خارج الحدود اللبنانية، مستهدفة جمهورًا دوليًا أوسع. بفضل تحسين إنشاء وتوزيع المحتوى عبر الذكاء الاصطناعي، تستطيع “النهار” الآن تخصيص الأخبار لقراء عبر مختلف المناطق الجغرافية، مما يسهم في تجاوز العوائق اللغوية والثقافية. وشددت لينا شعيري، نائبة رئيس مجموعة الشويري، على أهمية هذه الرؤية العالمية، قائلة: “لم يعد من المقبول أن نفكر في مؤسسة إخبارية على أنها موجهة لبلد أو منطقة واحدة فقط.”
يساعد النظام المدعوم بالذكاء الاصطناعي المدمج في منصة “النهار” على تقديم خدمات الترجمة التلقائية، مما يمكن المقالات من أن تنشر بلغات متعددة بسهولة. وهذا يفتح آفاقًا جديدة للنمو في العالم العربي وخارجه، حيث تهدف “النهار” إلى أن تصبح صوتاً رائداً في الأخبار الدولية.
بالإضافة إلى ذلك، تراقب أدوات الذكاء الاصطناعي في “النهار” تغذيات الأخبار العالمية ومنصات التواصل الاجتماعي، مما يضمن بقاء مراسليها على اطلاع بأحدث الموضوعات المتداولة حول العالم. وبذلك، تستطيع الصحيفة تقديم محتوى ملائم وفي التوقيت المناسب لجمهور عالمي، مما يعزز مكانتها كوسيلة إعلامية حديثة ذات رؤية استباقية.
منصة “النهار” المبتكرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تمثل علامة فارقة في تطور الصحافة، ليس فقط في لبنان بل في العالم العربي أيضاً. باعتماد الذكاء الاصطناعي، تضرب الصحيفة مثالاً يحتذى به في كيفية إنتاج الأخبار وتنظيمها واستهلاكها في العصر الرقمي. الدمج بين الذكاء الاصطناعي والسرد الصحفي يوفر تغطية أسرع، محتوى مُخصص، وصحافة قائمة على البيانات، كل ذلك مع الحفاظ على النزاهة التحريرية التي تميز “النهار”.
في ظل التغير المستمر في المشهد الإعلامي، يضمن اعتماد “النهار” للتكنولوجيا المتطورة بقاءها في طليعة هذه الصناعة. هذا التحول لا يعني مجرد مواكبة الاتجاهات؛ بل قيادة الطريق نحو عصر جديد من الصحافة، حيث تعيد الرؤى المستندة إلى الذكاء الاصطناعي ورواية القصص المتعددة الوسائط تعريف كيفية تفاعلنا مع الأخبار. من خلال منصتها الديناميكية، تواصل “النهار” سد الفجوة بين الصحافة التقليدية والمستقبل الرقمي، مقدمةً لقرائها تجربة غنية وأكثر اندماجًا موجهة لتلبي احتياجاتهم.
تثبت هذه الخطوة الجريئة نحو الصحافة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التزام “النهار” الحازم بالابتكار، ما يضمن استمرارها كمنبع للأخبار الموثوقة وذات الصلة للأجيال القادمة. وبعينها على المستقبل، لا تكتفي “النهار” بتغطية الأخبار فحسب، بل تعمل على تشكيل مستقبل الإعلام ذاته.