تعتزم المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين (المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين) تنظيم ندوة متخصصة حول الذكاء الاصطناعي ودوره الحيوي في تعزيز السيادة الرقمية. الندوة التي تحمل عنوان “استخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز السيادة الرقمية للجزائر لمواجهة الحروب السيبرانية”، ستقام يوم السبت بفندق البيت بمدينة الجلفة، ابتداءً من الساعة العاشرة صباحًا.
وفي ظل مواجهة الدول على مستوى العالم مع تصاعد التهديدات السيبرانية، أصبحت الإجراءات الأمنية التقليدية غير كافية. تهدف هذه الندوة إلى تسليط الضوء على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة قوية في تعزيز الدفاع الوطني، خصوصًا في مجال اكتشاف ومواجهة التهديدات الرقمية بشكل فوري. ووفقًا لبيان صادر عن المنظمة، ستجمع الندوة خبراء رائدين لمناقشة أبرز التقنيات المتطورة في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها في حماية البنى التحتية الرقمية للجزائر.
دور الذكاء الاصطناعي في مواجهة التهديدات السيبرانية
الذكاء الاصطناعي: تغيير جذري في أمن المعلومات
في عالمنا اليوم، يشكل الصعود المستمر للحروب السيبرانية تهديدًا متزايدًا للأمن القومي. هجمات الإنترنت التي تستهدف البنى التحتية الحيوية مثل الأنظمة المصرفية وقواعد البيانات الحكومية وشبكات الطاقة أصبحت أكثر تعقيدًا. ترى المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا محوريًا في مواجهة هذه التهديدات. فمن خلال خوارزميات التعلم الآلي، يمكن اكتشاف الشذوذ بنظام المعلومات مبكرًا، مما يسمح باتخاذ تدابير فورية وفعّالة لمجابهة التهديدات.
وقد أثبتت التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي قدرته على الدفاع ضد الهجمات السيبرانية بشكل استباقي. على سبيل المثال، تستطيع الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات في الوقت الفعلي، واكتشاف التهديدات قبل تفاقمها. ويكتسب ذلك أهمية خاصة بالنسبة لدول مثل الجزائر، حيث يعد حماية المعلومات الحساسة والخدمات الأساسية أمرًا حيويًا.
حلول مبتكرة لتعزيز السيادة الوطنية
كما ستتناول الندوة تطبيقات الذكاء الاصطناعي المبتكرة لتعزيز السيادة الوطنية. سيركز الخبراء على قدرة الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس السيبراني وتسريبات البيانات، والتي تُعد من الأساليب الشائعة في الحروب الحديثة. ستتناول النقاشات كيفية استغلال الذكاء الاصطناعي لبناء بنى تحتية رقمية أكثر مناعة أمام الهجمات، مما يمكّن الجزائر من الحفاظ على سيادتها في ظل المناخ الرقمي المتشابك والمتعرض للهجمات.
إدخال الذكاء الاصطناعي في استراتيجيات الأمن السيبراني يعزز من كفاءة الدفاع الوطني ويقلل الاعتماد على الأساليب التقليدية القائمة على ردّ الفعل. ومع استمرار مساعي الجزائر نحو تحديث قدراتها التكنولوجية، يُعتبر دمج الذكاء الاصطناعي في هذه الجهود خطوة محورية نحو تحقيق الأمن الرقمي المستدام.
دور الإعلام في الدفاع الرقمي باستخدام الذكاء الاصطناعي
كيف يمكن للإعلام الجزائري الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمن القومي؟
من الجدير بالذكر أن الندوة المرتقبة ستتناول أيضًا دور الإعلام الجزائري في هذه التحول الرقمي. يمتلك الإعلاميون والعاملون في المجال الإعلامي موقعًا فريدًا يمكنهم من استغلال الذكاء الاصطناعي لحماية المصالح الوطنية، لا سيما في سياق الحروب المعلوماتية وإدارة التصورات العامة. من خلال توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي، يمكن لوسائل الإعلام أن تساهم في اكتشاف حملات التضليل المعلوماتي وتعزيز الدقة في تناول الأخبار، مما سيُسهم في تقوية السيادة الرقمية للجزائر.
في السنوات الأخيرة، تم توظيف الذكاء الاصطناعي أيضًا في أتمتة عمليات التحقق من الأخبار، مما يجعل من الصعب على الجهات الخبيثة نشر السرديات الزائفة. وهذا المبدأ يصبح ذا صلة كبيرة في ظل الصراعات السيبرانية، حيث تُستخدم المعلومات المغلوطة كسلاح لزعزعة استقرار الدول. ستسلط الندوة الضوء على كيف يمكن للمنصات الإعلامية الجزائرية الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة للبقاء في مقدمة الجبهة الرقمية، وضمان إسهامها في مجهودات الأمن الوطني.
أهمية الوعي الرقمي وتعزيز الثقافة الرقمية
إلى جانب الحلول التكنولوجية، ستركز الندوة على أهمية تعزيز الوعي الرقمي عبر قطاع الإعلام وأوساط الجمهور الأوسع. مع تطور المشهد الرقمي واستمرار المخاطر المرتبطة به، يجب أن يتطور أيضًا الفهم العام للمخاطر والفرص التي يقدّمها هذا العصر. ويعدُّ نشر الوعي حول التهديدات السيبرانية والتشجيع على السلوك الرقمي المسؤول بمثابة عناصر جوهرية لتعزيز السيادة الرقمية في الجزائر.
تشكل الندوة التي تنظمها المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين خطوة هامة في معالجة التحديات الملّحة التي تفرضها الحروب السيبرانية. من خلال جمع خبراء الذكاء الاصطناعي، والمتخصصين في أمن المعلومات، وممثلي وسائل الإعلام، يهدف الحدث إلى تطوير استراتيجيات قابلة للتنفيذ لتعزيز السيادة الرقمية للجزائر. ومع التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان الدول حماية مصالحها الوطنية بشكل أكثر فعالية من أي وقت مضى.
وفي إطار مسيرة الجزائر في خضم تعقيد المشهد الرقمي، سيشكل إدماج الذكاء الاصطناعي في المنظمات الأمنية والإعلامية جزءًا أساسيًا من الحفاظ على السيادة الوطنية وكفاءة الدفاع الرقمي. من المؤكد أن الندوة ستوفر رؤى قيّمة، تساعد الدولة على مواجهة التهديدات الناشئة، والبقاء في مقدمة جهود الدفاع الرقمي.