جدول المحتويات
أعلنت شركة “سبير”، الرائدة في المشهد المالي والتكنولوجي في روسيا، عن أحدث مشاريعها التي تهدف إلى إعادة تشكيل مستقبل الخدمات السكنية من خلال الذكاء الاصطناعي. يأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية “سبير” الأوسع لاستغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر قطاعات متعددة، بما في ذلك القطاع المصرفي والعقاري. يرتكز هذا المشروع على تطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة التشغيل وإدارة الطاقة وتجربة المستأجرين في المباني السكنية الذكية. ومن خلال هذه الابتكارات، تسعى “سبير” لأن تكون رائدة في حلول العقارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في روسيا.
يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه الذكاء الاصطناعي انتشارًا سريعًا في حياتنا اليومية، ويُبرز مشروع “سبير” الإمكانيات التي تحملها هذه التقنيات الناشئة لتحويل الطريقة التي ندير بها بيئتنا السكنية ونستخدمها. ومن خلال شراكاتها المتواصلة مع شركات ومؤسسات بحثية محلية، يبدو أن “سبير” تتهيأ لتحديد معيار جديد في مجال المدن الذكية والحياة المستدامة.
دور الذكاء الاصطناعي في تحديث المباني السكنية
يسعى البرنامج الجديد للذكاء الاصطناعي من “سبير” إلى تحسين إدارة المباني السكنية، مع التركيز على تعزيز كفاءة الطاقة وتبسيط خدمات المستأجرين. من خلال دمج التعلم الآلي والصيانة التنبؤية، تعتزم “سبير” إنشاء نظام آلي يُدير وظائف المباني الأساسية مثل التدفئة والتهوية وإمدادات الطاقة.
سيتولى الذكاء الاصطناعي مراقبة الأنظمة الهندسية في المباني بشكل مستمر، مما يتيح لديه القدرة على الكشف عن المشكلات المحتملة قبل تفاقمها إلى تكاليف إصلاح باهظة. هذه القدرة التنبؤية لا تساهم فقط في تقليل تكاليف الصيانة، بل تضمن أيضًا تقديم خدمات غير منقطعة للسكان، مما يعزز تجربة السكن بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، يتيح البرنامج لمديري العقارات تحسين استهلاك الطاقة، مما قد يؤدي إلى تقليل استخدام الكهرباء بنسبة تصل إلى 15%، وهو ما يعد إسهامًا ملحوظًا في الجهود المبذولة لتحقيق الاستدامة.
وفي بيان صادر عن “سبير”، أكدت الشركة أن نظام الذكاء الاصطناعي سيتم تنفيذه مبدئيًا في المدينة الذكية “سبيرسيتي”، التي تقع على مشارف موسكو. من المتوقع أن يظهر هذا المشروع التجريبي الإمكانيات الكاملة لإدارة المباني السكنية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يمهد الطريق لتطبيق أوسع في أنحاء روسيا.
التعاونات والشراكات التي تدفع الابتكار
يمثل تطوير الذكاء الاصطناعي في “سبير” جهدًا مشتركًا يشمل تعاونًا مع عدة شركات ومؤسسات روسية، منها “روبليوفو-أرخانغلسكوي” ومعهد أبحاث الذكاء الاصطناعي (AIRI). وتُعتبر هذه الشراكات حيوية لنجاح المشروع، إذ تجمع الخبرات الفريدة في مجالات البحث في الذكاء الاصطناعي وإدارة العقارات والحلول الهندسية المتقدمة.
وفقًا لميخائيل سوسوف، مدير قسم العقارات في “سبير”، فإن هذا التعاون سيمكن الشركة من تطوير منتجات مبتكرة ليس لها مثيل في السوق الروسية. وأضاف قائلاً: “إدماج الذكاء الاصطناعي في الخدمات السكنية والمجتمعية يفتح آفاقًا جديدة لجودة حياة أفضل. الحلول التي طورها العلماء الروس ستزيد بشكل كبير من كفاءة إمدادات الطاقة وأنظمة التدفئة والمياه وتشغيل المباني.”
وتؤكد هذه المقاربة التعاونية أن نظام الذكاء الاصطناعي سيكون قويًا وقابلًا للتكيف ومعالجًا للفروق الدقيقة في إدارة أنواع مختلفة من العقارات السكنية. علاوة على ذلك، تعزز هذه الشراكات التزام “سبير” بدعم الابتكار داخل روسيا، مما يضمن أن تظل البلاد في طليعة التقدم التكنولوجي العالمي.
استراتيجية الذكاء الاصطناعي لشركة “سبير”: رؤية أوسع
كانت “سبير” دائمًا لاعبًا رئيسيًا في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ نجحت في تطبيق حلول الذكاء الاصطناعي في 85% من عملياتها الداخلية في مجال الخدمات المصرفية. تستند استراتيجية الشركة على الذكاء الاصطناعي إلى نهج محوري حول الإنسان، حيث يتم التركيز على بناء الثقة وتحسين تجربة المستخدم. ومن المتوقع أن يمتد هذا الفلسفة إلى الحلول السكنية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لضمان أن التكنولوجيا تخدم احتياجات السكان مع الحفاظ على الشفافية وسهولة الاستخدام.
ومن بين المشاريع البارزة لـ “سبير” في مجال الذكاء الاصطناعي نموذج المحادثة “GigaChat”، الذي تم تطويره ليكون منافسًا لـ ChatGPT من “OpenAI”. يعتمد هذا النموذج على معمارية “NeONKA” وقد تم الاعتراف بتميزه في معالجة اللغة الروسية، ويُستخدم حاليًا من قبل آلاف الشركات. تُظهر خبرة “سبير” في إنشاء نماذج ذكاء اصطناعي متطورة مثل “GigaChat” وسلسلة “Kandinsky” التي تشمل قدرات إنشاء الصور والفيديو، قاعدة قوية للشركة في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتُعزز الشركة التزامها بالبحث والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تعاونها مع مؤسسات روسية عديدة. وتهدف هذه المشاريع إلى دفع الحدود القصوى لما يمكن أن يحققه الذكاء الاصطناعي، ليس في القطاع المصرفي أو العقاري فحسب، بل في مختلف قطاعات الاقتصاد.
مستقبل مشرق للمدن الذكية المحسّنة بالذكاء الاصطناعي
يمثل مبادرة “سبير” لتطبيق الذكاء الاصطناعي في المباني السكنية أكثر من مجرد تقدم تقني؛ إنها إشارة على بداية عصر جديد في طريقة تفاعلنا مع أماكن معيشتنا. من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في إدارة العقارات السكنية، تساهم “سبير” في خلق بيئات سكنية أكثر استدامة وكفاءة واستجابة. سيشكل المشروع التجريبي في “سبيرسيتي” ميدان اختبار لهذه الابتكارات، وفي حال نجاحه، قد يمهد الطريق للمدن الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في روسيا وخارجها.
وفي الختام، يمثل مسعى “سبير” الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي حلاً مستقبليًا يتماشى مع الطلب العالمي المتزايد على حياة حضرية أكثر ذكاءً واستدامة. من خلال شراكات استراتيجية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتطورة، تعمل “سبير” ليس فقط على تحديث إدارة المباني السكنية، ولكن أيضًا على تمهيد الطريق لابتكارات مستقبلية في قطاعي العقارات والخدمات المجتمعية. ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، فإن “سبير” في موقع قوي لقيادة التحول في طريقة تفاعلنا مع البيئة العمرانية.