جدول المحتويات
في زمن يشهد تحول الذكاء الاصطناعي في الصناعات والمجتمعات حول العالم، أصبح هناك حاجة ملحة لحوكمة أخلاقية تحترم القيم الثقافية. المؤسسة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) قامت بخطوة محورية لتحقيق هذا الهدف من خلال تنظيم ورشة عمل مميزة حول ميثاق الذكاء الاصطناعي للعالم الإسلامي في إفريقيا وأمريكا اللاتينية. عُقدت الورشة في 29 و30 أغسطس 2024، في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في الرباط، المغرب، وجمعت بين مسؤولين وخبراء وممثلين من الدول الأعضاء.
هدفت الورشة إلى استكشاف الحوكمة الاستراتيجية والأخلاقية للذكاء الاصطناعي في السياق الإسلامي، لضمان توافق التطورات التكنولوجية مع المعايير العالمية والقيم الثقافية الإسلامية.
تطوير إطار عمل لحوكمة أخلاقية للذكاء الاصطناعي
كانت ورشة إيسيسكو في الرباط خطوة هامة نحو صياغة إطار شامل لحوكمة أخلاقية للذكاء الاصطناعي، حيث ركزت الجهود على تحسين ميثاق الذكاء الاصطناعي، الذي يسعى لتوفير توجيهات استراتيجية لتطوير وتطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي. وشارك المشاركون في جلسات عصف ذهني مكثفة، ساهمت في تطوير توصيات عملية ومبادئ أخلاقية أساسية لصياغة الميثاق.
التأكيد على أهمية مواءمة حوكمة الذكاء الاصطناعي مع القيم الإسلامية، مع الالتزام بالمعايير الدولية. ويُتوقع أن تكون نتائج الورشة مرجعًا أساسيًا للدول الأعضاء في التعامل مع تعقيدات دمج الذكاء الاصطناعي.
من خلال تأسيس إطار قوي، تهدف إيسيسكو إلى وضع الدول الأعضاء في مقدمة تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخلاقية، مما يضع سابقة لمناطق أخرى في العالم. يهدف الإطار إلى توجيه الاستخدام المسؤول لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إضافة إلى تعزيز الابتكار الذي يحترم ويعزز القيم الثقافية.
تقييم الجاهزية لتطبيق الذكاء الاصطناعي
من أبرز محاور الورشة كانت مناقشة مؤشرات تقييم الجاهزية التي تعد ضرورية لتقييم استعداد الدول لتنفيذ استراتيجيات الذكاء الاصطناعي. قدم محمد الهادي السهيلي، مدير إدارة الشؤون القانونية في إيسيسكو، رؤى حول الاعتبارات الأخلاقية والحوكمة، مسلطًا الضوء على أهميتها في عملية التقييم.
تعد هذه المؤشرات ضرورية لتكييف ميثاق الذكاء الاصطناعي مع السياقات الخاصة بالدول الأعضاء، ولاعتراف بالمستويات المتباينة من الجاهزية التكنولوجية عبر العالم الإسلامي.
ركزت الورشة على تزويد الدول الأعضاء بالأدوات اللازمة لاستغلال الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي بشكل فعال، مما يضمن أن الدول يمكنها تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بمسؤولية، وتحقيق أقصى استفادة منها مع التقليل من المخاطر المرتبطة بها.
التأثير التحويلي للذكاء الاصطناعي والمواءمة الأخلاقية
أبرزت الورشة الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي وضرورة مواءمة تطويره مع القيم الأخلاقية والثقافية. وشدد قيس حمامي، مدير مركز لاستشراف المستقبل والذكاء الاصطناعي في إيسيسكو، على دور الذكاء الاصطناعي كقوة إيجابية في المجتمع، داعيًا إلى أن يعكس ميثاق الذكاء الاصطناعي القيم الإسلامية والمعايير الدولية.
هذه المواءمة ضرورية لتعزيز مستقبل حيث يخدم الذكاء الاصطناعي كمحفز للتقدم المجتمعي بينما يحافظ على تكامل الثقافات.
الحوكمة الاستراتيجية والآثار المستقبلية
شكلت ورشة الرباط خطوة مهمة نحو تأسيس نهج منهجي لحوكمة الذكاء الاصطناعي يعكس السياق الثقافي والأخلاقي الفريد للعالم الإسلامي. ناقش المشاركون التحديات والفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على تطوير آليات الحوكمة التي تضمن تطبيق تكنولوجي مسؤول.
الحوكمة الاستراتيجية ضرورية للاستفادة من فوائد الذكاء الاصطناعي بينما لمعالجة التحديات، مثل خصوصية البيانات والانحياز الخوارزمي.
من خلال تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، تسعى إيسيسكو إلى إنشاء نهج موحد لحوكمة الذكاء الاصطناعي يدعم التنمية المستدامة والحفاظ على التراث الثقافي. ستوجه رؤى الورشة المبادرات المستقبلية، مما يضمن تطوير وتطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بطريقة تحترم وتعزز قيم العالم الإسلامي.
تعتبر ورشة إيسيسكو حول ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي إنجازًا بارزًا في السعي لتحقيق حوكمة أخلاقية للذكاء الاصطناعي. من خلال جمع الخبراء والمسؤولين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وضعت الورشة الأسس لإطار شامل يوفق بين تطوير الذكاء الاصطناعي والقيم الثقافية والأخلاقية.
المصدر واخرون