في عالم يتزايد فيه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، أصبحت الموازنة بين الابتكار والأخلاقيات مصدر قلق عالمي. ومع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، يزداد الجدل حول استخدامها كأداة للسلطة والسيطرة. شدد وزير الخارجية في الصين، وانغ يي، مؤخرًا على أهمية ضمان بقاء الذكاء الاصطناعي نافعًا للبشرية بدلًا من أن يتحول إلى أداة للحفاظ على الهيمنة العالمية. في كلمته خلال اجتماع رفيع المستوى للأمم المتحدة، أوضح وانغ رؤية الصين بشأن إدارة الذكاء الاصطناعي، مؤكداً على ضرورة التعاون الدولي والتطوير المسؤول وتجنب سوء الاستخدام. هذا الموقف يعكس نهج الصين في التعامل مع الذكاء الاصطناعي كأداة للتقدم، مع التركيز على معالجة القضايا الأخلاقية التي أصبحت جوهرية في النقاش العالمي حول تقنيات الذكاء الاصطناعي.
التزام الصين بتطوير أخلاقي للذكاء الاصطناعي
خلال خطابه في اجتماع دولي رفيع المستوى حول بناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي التزام الصين بتطوير الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي. ونظراً لكونه عضواً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، شدد وانغ على ضرورة عدم تسليح الذكاء الاصطناعي كوسيلة لتحقيق الهيمنة العالمية. بدلاً من ذلك، دعا إلى اتباع نهج يشمل تطوير إدارة متوازنة للذكاء الاصطناعي تعود بالفائدة على البشرية. وأوضح أن الصين تركز على إنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي آمنة ومنظمة وتحت السيطرة البشرية، لضمان أن تبقى هذه التقنيات مفيدة وغير ضارة.
وتتوافق تصريحات وانغ مع الاستراتيجية الأوسع للصين في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تعطي الأولوية للابتكار، مع الحرص على الرقابة الأخلاقية. باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم وقائدة عالمية في أبحاث الذكاء الاصطناعي، لدى الصين مصلحة قوية في تشكيل مستقبل تطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة تعزز النمو المتساوي وتتجنب المخاطر المرتبطة بسوء استخدام التكنولوجيا.
إدارة الذكاء الاصطناعي العالمية: دعوة للتعددية
كما سلط وانغ يي الضوء على أهمية وضع إطار عالمي لإدارة الذكاء الاصطناعي. وأكد أن هذا الإطار يجب أن يكون مفتوحًا وشاملًا وغير تمييزي، لضمان أن تتمكن جميع الدول، بغض النظر عن وضعها الاقتصادي، من الاستفادة من تقدم الذكاء الاصطناعي. وفي هذا السياق، جدد وانغ التزام الصين بتعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي الخضراء والمنخفضة الكربون، التي تدعم أهداف التنمية المستدامة وتقلل من الأثر البيئي للتقدم التكنولوجي.
ودعا وزير الخارجية الصيني أيضًا إلى نهج متعدد الأطراف في إدارة الذكاء الاصطناعي، مشددًا على أنه لا يجب أن تحتكر دولة واحدة فوائد الذكاء الاصطناعي. من خلال الدعوة إلى استفادة مشتركة من تطوير الذكاء الاصطناعي، تعكس تصريحات وانغ وجود توافق عالمي متزايد حول ضرورة أن تكون إدارة الذكاء الاصطناعي تعاونية، بما يضمن مشاركة متساوية وازدهار مشترك لجميع الدول.
مع استمرار الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل الصناعات والمجتمعات، أصبحت الحوكمة الأخلاقية مسألة بالغة الأهمية. وتعكس مواقف الصين، كما عبر عنها وزير الخارجية وانغ يي، التزامًا بتطوير مسؤول للذكاء الاصطناعي يقوم على التحكم البشري، والاستدامة، والتعاون الدولي. من خلال الدعوة إلى نهج متعدد الأطراف وشامل في إدارة الذكاء الاصطناعي، تسعى الصين لضمان أن يبقى الذكاء الاصطناعي قوة إيجابية تخدم البشرية جمعاء، بدلاً من أن يكون أداة للهيمنة. وتعد تصريحات وانغ تذكيرًا بأن تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي يتطلب تعاونا عالميا لمواجهة التحديات والاستفادة من الفرص التي تقدمها هذه التكنولوجيا.
شينخوا