تعمل المملكة العربية السعودية جاهدة لتصبح محورًا للأنشطة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي خارج الحدود الأمريكية، حسبما صرح به ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي يوم الخميس.
يربط الرميان السبب في هذا الجانب بمصادر الطاقة التي تمتلكها المملكة وقوتها في التمويل، وهذه الاهتمامات تأتي في سياق سعي المملكة نحو تطوير وتحديث مختلف القطاعات استناداً إلى رؤية المملكة للعام 2030.
صرح في فعالية للاستثمار في مدينة ميامي، والتي يرعاها صندوق الثروة السيادي، قائلاً:
“لدينا أسس متينة تمكننا من أن نصبح نقطة محورية للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة الأمريكية”. وأضاف: “الذكاء الاصطناعي سوف يستخدم طاقة هائلة، ونحن في مقدمة الدول عالمياً في مجال الطاقات الأحفورية وأيضاً في ميدان الطاقة المتجددة”.
بيّن الرميان أن المملكة، التي تتصدر دول العالم إنتاجاً للنفط، تمتلك كذلك “الإرادة السياسية” اللازمة لإنجاز المشاريع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وأنها تتمتع بموارد مالية غزيرة يمكنها توظيفها نحو دفع عجلة تطور التقنية.
تلمح تصريحات المسؤول إلى أن مرافق حفظ البيانات قد تلعب دوراً رئيسياً في خطط الرياض لاستغلال الزيادة في الإقبال على تقنيات الذكاء الصناعي الإبداعي، الأمر الذي يحتاج إلى إمكانيات كبيرة في مجال المعالجة الحاسوبية.
يُستخدم الذكاء الصناعي في مراكز البيانات العملاقة من خلال استعمال آلاف الشرائح الإلكترونية لتطوير الخوارزميات التي تُنجز المهام المختلفة. مع التنافس الحاد بين الشركات التقنية لتطوير وإنشاء نماذج متقدمة من الذكاء الصناعي، وإطلاق منتجات مبتكرة لمستخدمين يبلغ عددهم بالمليارات، فقد شهدت فواتير الطاقة الكهربائية ارتفاعاً ملحوظاً لهذه الشركات.
صرح الرميان بأن الصندوق السيادي يركز استثماراته بنسبة تتجاوز السبعين بالمائة في مشاريع وفرص داخل المملكة السعودية، في حين يخطط لتخصيص ما بين عشرين إلى خمسة وعشرين بالمائة للاستثمارات الخارجية. وتابع بالقول إن حوالي أربعين بالمائة من الاستثمارات الدولية للصندوق موجهة نحو الولايات المتحدة الأمريكية.
صرح بأن صندوق الاستثمارات العامة يستثمر ما بين 40 إلى 50 مليار دولار كل عام، ومن المتوقع أن تتزايد هذه الاستثمارات لتصل إلى 70 مليار دولار سنويًا خلال الفترة ما بين عامي 2025 و2030.
لقد أبدت المملكة العربية السعودية اهتمامًا متزايدًا على مدار السنوات في ميدان الذكاء الاصطناعي، واضعةً بصمتها في هذا المجال بتنظيمها للقمة العالمية للذكاء الاصطناعي في العام 2020. خلال هذا الحدث، انخرطت السعودية بشكل فعّال من خلال إبرامها لثلاث شراكات استراتيجية هامة مع كل من شركة آي بي إم وعلي بابا وهواوي. كما عززت جهودها من خلال توقيع مذكرة تفاهم مع الاتحاد الدولي للاتصالات بهدف أسس معيار عالمي لتشجيع ودعم التعاون العالمي في حقل الذكاء الاصطناعي.
قامت المملكة بالتعاون مع البنك الدولي بإطلاق مبادرة مشتركة في إطار جهودها من أجل دعم وتطوير الاقتصاد الرقمي في الدول الساعية للنماء. هذا بالإضافة إلى سعيها لإمكانية دفع وتيرة تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها كمحفزات للنمو الاقتصادي. كما قامت بتنظيم جلسة تشاورية بالشراكة مع الأمم المتحدة لتأسيس جهة استشارية تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي في ميدان الذكاء الاصطناعي ومعالجة القضايا المتعلقة بالتكامل، التنسيق، وبناء الكفاءات.
تهدف المملكة العربية السعودية إلى إعداد وتأهيل ألفين من الخبراء السعوديين في مجالات البيانات والذكاء الصناعي على مدى العقد القادم.
تسعى المملكة لجمع استثمارات تصل قيمتها إلى 500 مليار دولار في مشروع نيوم، الواقع على ساحل البحر الأحمر، والذي يُخطط له أن يكون مدينة عصرية توفر أسلوب حياة ذكي للسكان الذين من المنتظر أن يصل تعدادهم إلى مليون نسمة. وقد يتخلل هذه المدينة في المستقبل استخدام سيارات الأجرة الطائرة.
يُعد الذكاء الاصطناعي قلب العديد من المشاريع الحديثة في المملكة العربية السعودية، مثل مشروع البحر الأحمر. تلك المنطقة السياحية الطموحة سوف تعتمد على تقنيات متقدمة لمتابعة التأثيرات البيئية ومراقبة حركة السياح.