جدول المحتويات
يُعتبر الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي رمزًا للإبتكار والقيادة في مجال الذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات في المملكة العربية السعودية. بوصفه رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، يقف الدكتور الغامدي في طليعة استراتيجيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الطموحة للمملكة. تم تعيينه من خلال سلسلة من الأوامر الملكية الصادرة عن الملك سلمان، ويحمل الدكتور الغامدي رتبة وزير، مما يعكس الأهمية الكبيرة لدوره في تشكيل المستقبل الرقمي للسعودية.
الحياة المبكرة والتعليم
وُلد في عام 1968، وبدأت رحلة الدكتور الغامدي في عالم التكنولوجيا بحصوله على درجة البكالوريوس في نظم المعلومات من جامعة الملك سعود في عام 1991. قادته طموحاته الأكاديمية إلى جامعة شيفيلد في المملكة المتحدة، حيث حصل على درجة الماجستير في تكنولوجيا نظم البرمجيات في عام 1993، ولاحقًا على درجة الدكتوراه في هندسة البرمجيات في عام 1997. لم تتوقف إنجازاته الأكاديمية عند هذا الحد؛ فقد أكمل أيضًا درجة ما بعد الدكتوراه في جامعة أوتاوا في عام 2004، ليصبح أول سعودي يحصل على درجة أستاذية في هندسة البرمجيات.
المسيرة الأكاديمية
تُعَد مسيرة الدكتور الغامدي الأكاديمية بقدر ما هي متميزة مثل مسيرته المهنية. بدأ كمعيد في جامعة الملك سعود وسرعان ما ترقى ليصبح أستاذًا مساعدًا، وأسس قسم هندسة البرمجيات في الجامعة، حيث شغل منصب رئيس القسم. بين عامي 2010 و2014، كان أستاذًا محترمًا في جامعة الملك سعود، وساهم بشكل كبير في المجتمع الأكاديمي ووضع أسس لمهندسي البرمجيات المستقبليين في السعودية.
الإنجازات المهنية
قبل توليه رئاسة سدايا، كان الدكتور الغامدي رئيس المركز الوطني للمعلومات في السعودية. تمتد مسيرته المهنية لأكثر من ثلاثة عقود، شهدت إسهامات كبيرة في مبادرات التحول الرقمي الوطني. كما عمل مستشارًا لأنظمة القيادة والتحكم والاتصالات والحاسبات والاستخبارات مع شركة بي إيه إي سيستمز حتى عام 2010.
المسؤوليات والمبادرات الرئيسية
القيادة في تطوير الذكاء الاصطناعي
يُروج الدكتور الغامدي لمهمة السعودية بأن تصبح رائدة عالميًا في الابتكار المسؤول في مجال الذكاء الاصطناعي. تركز قيادته في سدايا على تطوير التكنولوجيا الأخلاقية، مما يضمن أن تكون التقدمات متوازنة مع القيم المجتمعية وسلامة المستخدم وخصوصية البيانات.
بيئة تشريعية للبيانات والخصوصية
تحت إشرافه، أطلقت سدايا العديد من المبادرات لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة. تركز هذه البرامج على توفير منصات تجريبية مع الحفاظ على معايير صارمة لخصوصية البيانات.
البنك الوطني للبيانات
من أبرز إنجازات الدكتور الغامدي إنشاء البنك الوطني للبيانات، وهو مستودع بيانات متكامل للحكومة. أثبتت هذه المنصة أنها لا غنى عنها خلال جائحة كوفيد-19، حيث مكنت من تطوير تطبيق “توكلنا”. ساهم التطبيق في إدارة الصحة العامة وحصلت سدايا على جائزة الأمم المتحدة للخدمة العامة في عام 2022 لردها المبتكر على الأزمة.
التعاونات الدولية
كان للدكتور الغامدي دور محوري في تعزيز الشراكات مع عمالقة التكنولوجيا العالمية مثل IBM وجوجل ومايكروسوفت. تهدف هذه التعاونات إلى تعزيز البنية التحتية التكنولوجية للسعودية وتشجيع تبادل المعرفة، خاصة في قطاعات التعليم والرعاية الصحية.
مبادرات البيانات المفتوحة
كان الدكتور الغامدي مناصرًا قويًا لمنصات البيانات المفتوحة، مشجعًا الكيانات الحكومية على مشاركة بياناتها. تُعد هذه المبادرة حيوية لتعزيز الابتكار ودعم الشركات الناشئة داخل المملكة.
قمة الذكاء الاصطناعي العالمية
يلعب الدكتور الغامدي دورًا رئيسيًا في تنظيم قمة الذكاء الاصطناعي العالمية، وهي منصة لأصحاب المصلحة لتبادل أفضل الممارسات والتعاون في التحديات الرقمية. من المتوقع أن تكون القمة القادمة، المقرر عقدها في سبتمبر 2024 في الرياض، حدثًا بارزًا في مجتمع الذكاء الاصطناعي.
الإنجازات والمساهمات الرئيسية
- تطبيق توكلنا: قاد تطوير هذا التطبيق الحيوي أثناء جائحة كوفيد-19، ما أكسب سدايا إشادة دولية.
- عضو مؤسس في سدايا والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والطائرات بدون طيار: كان له دور أساسي في تأسيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والطائرات بدون طيار.
- التكريم: حصل على وشاح الملك عبدالعزيز من الدرجة الثانية لإسهاماته البارزة في المجال.
الخاتمة
من خلال قيادته الرائدة في سدايا، لا يساهم الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي في تعزيز القدرات الرقمية للسعودية فحسب، بل ويضع المملكة كقوة قوية في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي. تضمن جهوده في تعزيز الابتكار المسؤول، المعايير الأخلاقية، واحتياجات المجتمع أن تكون رحلة السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي تقدمية ومستدامة على حد سواء.