جدول المحتويات
كان للجامعات السعودية حضورٌ بارزٌ في النسخة الثالثة من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، التي نظمتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في الرياض. وسلط هذا الحدث المرموق الضوء على التقدم الذي حققته المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي ودمجه في الأبحاث الأكاديمية، مما أدى إلى تحسين جودة الإنتاج العلمي. قدمت مؤسسات رائدة مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، أحدث التطورات في مجالات أكاديمية ذات صلة بالذكاء الاصطناعي.
لعبت جامعة الملك سعود دوراً محورياً، حيث استعرضت ريادتها من خلال أكثر من 21 حالة استخدام مبتكرة للذكاء الاصطناعي. تعزز هذه المبادرات مكانة الجامعة كمركز رائد للبحث والابتكار، كما يؤكد ذلك حصولها على المركز 90 في تصنيف شنغهاي العالمي. تماشت المشاريع المعروضة مع الأولويات الوطنية للمملكة في البحث والتطوير والابتكار، وركزت على الصحة، والاستدامة البيئية، والطاقة، والصناعة، واقتصادات المستقبل.
حلول مبتكرة في الذكاء الاصطناعي لأولويات وطنية
تعكس المشاريع التي قدمتها الجامعات السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي تطلعات وأولويات وطنية. في قطاع الصحة، يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز الحلول الطبية في المراكز الطبية الجامعية وكليات الصحة، مع تحسين تشخيص الأمراض والارتقاء بخدمات الرعاية الصحية لضمان نتائج أفضل للمرضى. الاستدامة البيئية تشكل منطقة مهمة أخرى، حيث يُطبق الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة الموارد الطبيعية وضمان استدامة النظم البيئية. تستفيد قطاعات الطاقة والصناعة من قدرات الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة الطاقة والإنتاج الصناعي عبر تقنيات ذكية.
من بين المشاريع البارزة كان “الروبوت المكافح للحرائق” لجامعة الملك سعود، الذي طوره مركز أبحاث الروبوتات الذكية بكلية علوم الحاسب والمعلومات. يدمج هذا الروبوت أجهزة استشعار ذكية ونظام ملاحة مبتكر للكشف عن الحرائق والاستجابة السريعة للحوادث في الأماكن المغلقة. تعكس هذه التطورات التزام الجامعة بمعالجة التحديات الواقعية من خلال حلول مدفوعة بالذكاء الاصطناعي.
ابتكارات ثقافية وتعليمية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي
بالإضافة إلى معالجة التحديات التقنية والعلمية، تستكشف الجامعات السعودية إمكانيات الذكاء الاصطناعي في المجالات الثقافية والتعليمية. قدمت جامعة الملك سعود مشروع “البصمة اللغوية للشاعر العربي”، الذي أذهل الحضور. يستخدم هذا المشروع خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتوليد الأنماط اللغوية التي تميز أسلوب كل شاعر، مما يساهم في فهم أعمق للنصوص الأدبية وتحسين تحليلها.
قدمت جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن مشروع “أبصارنا”، المصمم لتدريب عيون الأطفال المصابين بالحول والغمش. يستخدم هذا المشروع تقنية تتبع العين والذكاء الاصطناعي لقياس تأثير الألعاب على تدريب عيون الأطفال، حيث يقدم سلسلة من الألعاب التفاعلية المصممة خصيصاً للأطفال. كما يضمن الوصول الإلكتروني لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة. حظي المشروع باهتمام محلي ودولي، وحصل على جائزة المندوبين في مؤتمر الويب في سنغافورة 2024.
الخاتمة: مستقبل الذكاء الاصطناعي في السعودية
يؤكد مشاركة الجامعات السعودية في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التزام المملكة بتطوير الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات. من خلال المشاريع والابتكارات المتميزة والتعاون، تتجه هذه المؤسسات ليلعبوا دوراً حاسماً في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي في المملكة وخارجها. إن توافق جهودهم مع الأولويات الوطنية لا يساهم فقط في تحسين البحث الأكاديمي، بل أيضاً في تحقيق رؤية المملكة لاقتصاد قائم على المعرفة. مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، تبقى هذه الجامعات في طليعة الابتكار، مما يمهد لتقدم جديد ووضع معايير أحدث في البحث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
تعكس المشاريع والمبادرات المعروضة اتجاهاً أوسع لاستخدام الذكاء الاصطناعي لفوائد مجتمعية، مسلطة الضوء على الإمكانات التحويلية لهذه التكنولوجيا في معالجة التحديات المعقدة وإيجاد مستقبل مستدام.
المصدر:واس