أشار خبراء ومتخصصون إلى أن الذكاء الاصطناعي ستكون ثورة تغير مجرى التاريخ، سواءً فيما يتعلق بأتمتة العمل، تقليص الوقت، أو تقليل التكاليف. وأكد سيمو علمي، مقدم برنامج “سيمو” ومؤسس شركة “هاري” للتكنولوجيا العميقة، أن الذكاء الاصطناعي يعد الثورة الصناعية التي ستحدث تغييرًا في مجرى التاريخ بشكل أعمق وأكثر جذرية من الثورة الصناعية السابقة.
وأشار إلى أهمية النظر في المستقبل وتطوير البنية التحتية والأنظمة الداعمة لتشكيل تكتل حيوي من شركات التكنولوجيا في المنطقة، تسهم في تطور المشهد التكنولوجي المتقدم على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
تم ذلك في جلسة تحت عنوان “من المختبر إلى إطلاق الشركة: خارطة طريق الشركات الناشئة المتخصصة في التكنولوجيا العميقة في الشرق الأوسط”، حيث استضاف كلاً من سيمو علمي وأكرم أمير، مؤسس ورئيس تنفيذي لشركة “آر إينجينيرينغ”، وقام بإدارة الجلسة أمين ستعلي، مؤسس ورئيس تنفيذي لشركة “ديب مايندز”، على “منصة المؤسسين” خلال فعاليات اليوم الأول من “مهرجان الشارقة لريادة الأعمال 2024″، الذي ينظمه مركز الشارقة لريادة الأعمال “شراع” تحت شعار “معًا، نرسم المستقبل” في “مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار”.
تواجه الشركات الناشئة التي تختص في التكنولوجيا العميقة تحديات عديدة، بما في ذلك نقص الموارد اللازمة لدعم الأبحاث وتطوير المهارات وحماية الملكية الفكرية، وصعوبة تمويل الأفكار المبتكرة والمستقبلية التي لا تزال في مراحلها المبكرة.
في هذا السياق، يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعدنا في تعلم بناء توأم رقمي وتوفير أتمتة لبعض أجزاء العمل لتوفير الوقت وتقليل التكاليف.
أكد أكرم أمير في دوره وجود أكثر من 50 ألف شركة تضم أكثر من 500 موظف يعملون في مجال التكنولوجيا، وهذا يدل على توفر رأس المال الاستثماري. ومع ذلك، ليس جمع التمويل هو الهدف النهائي، بل الركيزة الأساسية هي الابتكار وإحداث التأثير.
عملت الولايات المتحدة وأوروبا على وضع خطط طويلة الأمد لتعزيز نتائج عملية التعليم بما يعزز التوجه السوقي نحو اعتماد المزيد من الأنظمة والتقنيات الحديثة. قام مهندسو شركة بوينغ قبل 30 عامًا بابتكار مفهوم الواقع المعزز، الذي تم استخدامه على نطاق واسع من قبل شركات مثل ميتا وآبل. ووفقًا للإحصاءات، تستغرق الشركات التكنولوجية وقتًا طويلًا لتطوير نموذج منتج وعملي ناجح، حيث يتطلب ذلك الكثير من الأبحاث لضمان فاعلية التكنولوجيا. ولكن بمجرد تحقيق النجاح، تدخل الشركات الأسواق بقوة وتحقق حصصًا عالية.
في إطار “منصة المؤسسين”، شارك محيت كومار، مؤسس “ألتراهيومان”، وعلي هاشمي، الشريك المؤسس ورئيس مجلس إدارة “جلوكير”، في ندوة حوارية تحت عنوان “الاختراق البيولوجي والرعاية الصحية (بيوهاكنغ): الجبهة التالية لجودة الحياة الشاملة”.
قد أشار علي هاشمي إلى أن مفهوم “الاختراق البيولوجي” يعني نظام الرعاية الصحية الهجين الذي يجمع بين أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والأجهزة والأدوات المتقدمة، إلى جانب الممارسات التقليدية في علوم الجينات والأعشاب الطبية والرياضة والأنظمة الغذائية المستندة إلى البحوث العلمية.
وبذلك يقدم هذا النظام نموذجًا ممتازًا للرعاية الصحية المحسنة والمتخصصة، بهدف تلبية احتياجات جميع الأفراد وتعزيز صحة الجميع ورفع جودة الحياة الشاملة.
أشار محيت كومار إلى أن نسبة 20 إلى 30 في المئة من سكان المنطقة يعانون من السكري، وأن أكثر من نصف سكان المنطقة يعانون من خلل في عملية الهضم، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن ومعرضون للإصابة بمرض السكري. وأكد أن شركة “ألترا هيومان” تعمل على إيجاد حلاً لهذا التحدي من خلال جهاز استشعار بيولوجي يمكن للأفراد ارتداؤه على أذرعهم.
يمكن تجنب إصابة الأشخاص بمرض السكري من خلال تشجيعهم على تحسين نمط حياتهم، وذلك من خلال استخدام أداة تساعدهم على فهم أجسادهم وكيفية تفاعلها مع أنواع مختلفة من الطعام، والمعرفة بمؤشرات نسبة السكر والجلوكوز في الدم. يتم تعزيز هذه الفكرة بواسطة الاختراق الحيوي، والتي نحاول تعزيزها لدى الأفراد لمساعدتهم على السيطرة على صحتهم بأنفسهم. ولهذا الغرض، نتعاون مع نظام الرعاية الصحية والطبية لتحقيق هذا الهدف.
تناول المتحدثان أهمية الشراكات ودورها في تحقيق الأهداف المرغوبة، حيث أبرمت شركة “هاري” شراكة مع شركة “أورا” الفنلندية التي لها مقر في سان فرانسيسكو، بينما أبرمت شركة “ألترا هيومان” شراكة مع فريق الإمارات للدراجات وأيضًا مع فريق “إيه دي كيو”، وهو فريق دراجات نسائي.
/وام/