جدول المحتويات
مبادرة FASST: مساعي وزارة الطاقة الأمريكية لمواجهة استهلاك الذكاء الاصطناعي للطاقة
في تقرير أصدرته نشرة “أويل برايس” المتخصصة في شؤون الطاقة يوم السبت، تم تسليط الضوء على التحديات الكبيرة التي يفرضها النمو المتسارع للذكاء الاصطناعي على أمن الطاقة في الولايات المتحدة، نتيجة الاستهلاك الهائل للكهرباء. ووفقًا للتقرير، اقترحت وزارة الطاقة الأمريكية مبادرة جديدة تحمل اسم FASST في محاولة لتسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لصالح الجمهور، مع مواجهة التحديات المتعلقة بأمن الطاقة وضمان إدارة الذكاء الاصطناعي بطريقة لا تهدد إمدادات الطاقة القومية.
تهدف مبادرة FASST إلى تحقيق عدة أهداف محورية، منها تعزيز الأمن القومي، جذب وتنمية القوى العاملة الماهرة، دفع التطور العلمي، تحسين إنتاجية الطاقة، وتعزيز الخبرات في إدارة تقنيات الذكاء الاصطناعي.
تحديات تصاعدية مع توسعه غير المنضبط
التقرير يشير إلى أن منظمين يجدون أنفسهم عاجزين على مواكبة التطور السريع لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، وهو مجال يتوسع بشكل عاصف سيطرة على الأسواق المختلفة. هناك تساؤلات كثيرة حول مدى تأثير هذه التقنية ومسؤوليتها، لكن العديد منها لم يتم الإجابة عنه بشكل كامل بعد. واحدة من أكبر المخاوف تأتي من استهلاك الطاقة الهائل والتبعيات المتعلقة بانبعاثات الكربون، التي أصبحت تحديًا كبيرًا للعالم المتقدم لم يشهد مثيله منذ فترة ما قبل ثورة النفط الصخري.
التأثير البيئي وتحديات الطاقة
هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أضافت بُعدًا آخر للنقاش، مشيرة إلى أن الخدمات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تتطلب كميات ضخمة من طاقة الكمبيوتر، مما يزيد بشكل كبير من استهلاك الكهرباء مقارنة بالنشاطات التقليدية عبر الإنترنت. هذا الواقع أدى إلى سلسلة من التحذيرات حول التأثير البيئي للتكنولوجيا.
دراسة حديثة من جامعة كورنيل البريطانية وجدت أن أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT تستهلك طاقة أكثر بما يصل إلى 33 مرة من الأجهزة التي تشغل برامج موجهة لمهام محددة. وأظهرت أن كل استعلام عبر الإنترنت مدعوم بالذكاء الاصطناعي يستهلك حوالي عشرة أضعاف الطاقة التي يستهلكها البحث القياسي.
مستقبل التحديات والحلول
وفقًا لتقرير “أويل برايس”، يُتوقع أن يكون قطاع الذكاء الاصطناعي مسؤولًا عن 3.5% من استهلاك الكهرباء العالمي بحلول عام 2030. وفي الولايات المتحدة، قد تمثل مراكز البيانات وحدها حوالي 9% من توليد الكهرباء بحلول العام نفسه، وهو ضعف المستويات الحالية تقريبًا. وأشار التقرير إلى أن هذا الضغط يُشعر به سريعًا بين شركات التكنولوجيا الكبرى. أظهرت بيانات حديثة من شركة غوغل أن انبعاثات الكربون الخاصة بها زادت بنسبة 48% على مدى السنوات الخمس الماضية.
اتخاذ إجراءات عاجلة
تُظهِر التقارير بوضوح أن الولايات المتحدة بحاجة إلى مزيد من النمو في الطاقة المتجددة لمواكبة الطلب المتزايد في قطاع التكنولوجيا، فضلًا عن زيادة إنتاج الطاقة لتجنب نقص مستقبلي في توليد الكهرباء. تقرير “أويل برايس” يدعو إلى اتخاذ إجراءات سريعة وواسعة النطاق على عدة جبهات لتهدئة وتيرة استهلاك الطاقة في مجال الذكاء الاصطناعي. من المهم أيضًا أن تواكب الولايات المتحدة الإنفاق والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي لبقاء أمنها القومي قويًا ومحميا.