أفادت “مايكروسوفت” بخطّطها لضخ استثمارات تقدر بـ 2.2 مليار دولار أمريكي في السوق الماليزية خلال الأربع سنوات القادمة، بهدف تعزيز ودعم تقنيات الحوسبة السحابية والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
حسب ما جاء في مقالة مدوّنة، يُعدّ الاستثمار المذكور الأضخم في خط سير مايكروسوفت الذي يناهز الثلاثة وثلاثين عاماً داخل ماليزيا. هذا الاستثمار يشتمل على تأسيس البنى التحتية اللازمة لخدمات الحوسبة السحابية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ويهدف إلى فتح الآفاق أمام ما يقارب مئتي ألف فرد لصقل مهاراتهم في ميدان الذكاء الاصطناعي، وهذا بالإضافة إلى التزامه بدعم المبرمجين الناشئين في البلاد.
تعتزم شركة “مايكروسوفت” التعاون مع حكومة ماليزيا لتأسيس “مركز وطني لتميز الذكاء الاصطناعي” وكذلك لتحسين مستويات الأمان الإلكتروني في الدولة.
بعد لقائه بالمدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، في الثاني من مايو، عبر رئيس الوزراء الماليزي، أنور إبراهيم، عن أن الاستثمار يتماشى مع جهود ماليزيا نحو تطوير كفاءاتها في قطاع الذكاء الاصطناعي.
وخلال زيارته إلى كوالالمبور، قال ناديلا:
“نحرص على ضمان استفادة جميع المؤسسات والشركات الصغيرة والناشئة عبر إنشاء بنية تحتية ذات مستوى عالمي.”
استنادًا لدراسةٍ نفذتها كيرني، وهي شركة استشارات عالمية، يُتوقع أن يقدم الذكاء الاصطناعي مساهمة قيمة تبلغ تريليون دولار في الناتج الإجمالي المحلي لمنطقة جنوب شرق آسيا بحلول العام 2030، على أن تستفيد ماليزيا بشكلٍ خاص بمقدار يقارب 115 مليار دولار.
تسعى “مايكروسوفت” لتعزيز دعمها لعمليات تطوير الذكاء الصناعي عالميًا، وقد أعلن “ناديلا” في هذا الأسبوع عن خطة استثمارية بمبلغ 1.7 مليار دولار أمريكي في إندونيسيا، الدولة المحاذية لها، وأضاف أن الشركة تخطط لإنشاء أول مركز للبيانات الإقليمي في تايلاند.
في العشرين من فبراير، أفصحت شركة “مايكروسوفت” عن قيامها بإستثمار ضخم جديد داخل القارة الأوروبية، حيث تشمل خططها التعهد بمبلغ 2.1 مليار دولار أمريكي بهدف تطوير البنى التحتية للذكاء الصناعي والخدمات القائمة على السحابة الحوسبية في دولة إسبانيا. يأتي هذا الاستثمار عقب تصريحات الشركة المُستقلة المتعلقة بالتعهد بمبلغ ثلاثة مليارات يورو لتنمية بيئة الذكاء الصناعي داخل ألمانيا، والتي كان قد تم الإعلان عنها في الخامس عشر من فبراير.
بدأت الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا بغرس أموالها في مشاريع الذكاء الاصطناعي، بالتزامن مع استعداد الاتحاد الأوروبي لسن تشريعه الجديد الخاص بقوانين الذكاء الاصطناعي في أرجاء القارة الأوروبية. ففي هذا السياق، أعلنت شركة “جوجل”، العملاقة في عالم التكنولوجيا، في شهر فبراير عن “مبادرة فرص الذكاء الاصطناعي لأوروبا”، وهي تشتمل على ضخ استثمار بقيمة 25 مليون يورو (ما يعادل 26.9 مليون دولار أمريكي) بهدف تطوير وصقل مهارات الأوروبيين في ميدان الذكاء الاصطناعي.
تعمل “جوجل” بالتعاون مع حكومات دول الاتحاد الأوروبي، وأعضاء المجتمع المدني، وخبراء الأكاديميا، والشركات المختلفة على تقديم دورات تدريبية في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للمؤسسات الناشئة محليًا، وتوجيه استثمارات لتمكين العمال من اكتساب المهارات الضرورية للحفاظ على تنافسيتهم في سوق العمل.
في العام ٢٠٢٣، أقدمت السلطات الإيطالية على إطلاق مشروع يشبه سابقيه، حيث استثمرت ميزانية تقدر بالعشرات من ملايين اليوروهات من أجل تطوير وتحسين القدرات الرقمية للعاملين الذين يرتفع لديهم خطر فقدان وظائفهم نتيجة لتقدم التشغيل الآلي وتطورات الذكاء الصناعي.