سابقة في عالم الذكاء الاصطناعي، تمكن نموذجان متطوران من مختبر “غوغل ديب مايند” من حل مجموعة من المسائل المعقدة خلال الأولمبياد الدولي للرياضيات 2024، الذي استضافته المملكة المتحدة بمشاركة تلاميذ من مئة دولة. هذا الإنجاز يشير إلى تقدم كبير في قدرة الأنظمة الذكية على معالجة المشكلات الرياضية التي تتطلب تفكيراً عميقاً ومنطقياً.
من خلال نماذج “ألفا بروف” (AlphaProof) و”ألفا جيومتري 2″ (AlphaGeometry 2)، استطاع البرنامجان حل أربع من أصل ست مسائل تناولتها هذه المنافسة العالمية، حيث حققت النتائج مستوى قريباً من الفائز بالميدالية الفضية. وأشارت “غوغل” في بيانها بتاريخ 25 يوليو 2024، إلى أن “ألفا بروف” قد تعامل مع مسألتين جبريتين ومسألة حسابية، بينما اختص “ألفا جيومتري 2” بمسألة هندسية واحدة.
يقام (الأولمبياد الدولي للرياضيات)، التي تعتبر من أقدم الفعاليات الأكاديمية لرياضيات المدارس الثانوية، منذ عام 1959، وقد شهدت العديد من التعزيزات والتطورات في السنوات الأخيرة. وقد نجحت النسخة السابقة من “ألفا جيومتري” في تحقيق نتائج ملحوظة، حيث حلت 25 مسألة هندسية من أصل 30 في دوره سابقة، وذلك وفقاً لتقرير نشر في مجلة “نيتشر” العلمية في يناير.
تأتي النتائج الأخيرة في وقت تتحدى فيه النماذج اللغوية الكبيرة قدراتها في التفكير المنطقي. فقد نشرت دراسة في يونيو 2024 في مجلة “أوبن ساينس” التابعة لمؤسسة “رويال سوساييتي” البريطانية، أن نماذج شهيرة مثل “تشات جي بي تي 3.5″ و”تشات جي بي تي 4″، و”بارد” من “غوغل” و”كلود 2″ من “أنثروبيك” واجهت صعوبة ملحوظة في معالجة اختبارات المنطق.
إن الإنجازات الذكية التي حققتها أنظمة “غوغل” خلال الأولمبياد قد تفتح آفاق جديدة في مجال التعاون بين علماء الرياضيات والذكاء الاصطناعي، وهذا يعد بتطوير أدوات جديدة قد تحدث ثورة في كيفية فهمنا وحلنا للمسائل الرياضية المعقدة. كما أن هذه التطورات تسلط الضوء على التحول الرائد في استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات غير مسبوقة، مما يعزز من قيمته كأداة أكاديمية وابتكارية في التعليم.
مع استمرار الابتكارات، يبدو أن المستقبل يحمل المزيد من المفاجآت في استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، مما يجعلنا نتساءل عن مدى إمكانية الذكاء الاصطناعي في الأيام القادمة في تجاوز الحدود التقليدية وإعادة تعريف مفهوم التعلم والذكاء.
(ا ف ب)