تحول الذكاء الاصطناعي إلى واحدة من أبرز التكنولوجيات المعاصرة، ويبدو أنه يشكل جزءًا لا يتجزأ من كل شيء تقريباً، إذ يعد عنصرًا أساسيًّا أو مرتبطًا به بشكل ما. ومع ذلك، ظهر تقرير حديث في إحدى الصحف يشير إلى ذلك.
نيويوركر يبرز هذا التقرير التكاليف غير الملحوظة التي قد تنجم عن استخدام الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى استهلاكه الكبير للطاقة الكهربائية.
وفقاً لما ورد في التقرير، الروبوت المحادث الآلي المعروف ب ChatGPT والذي قامت بتطويره شركة OpenAI يقوم باستهلاك ما يقارب النصف مليون كيلوواط ساعة يومياً ليتمكن من الإجابة على تقريباً 200 مليون استفسار تقدمه الجمهور يومياً، وهذا يعادل استهلاك الكهرباء أكثر ب 17 ألف ضعف مما تستهلكه العائلة الأمريكية المتوسطة في يوم واحد.
والسؤال المحوري الذي يطرح نفسه الآن هو ما الذي سيكون عليه الحال إذا زادت هذه الاستفسارات وإلى ماذا ستؤول الأمور مع تفعيل المزيد من روبوتات المحادثة واستهلاك كميات إضافية من الطاقة الكهربائية.
إن الأمر الذي يزيد من إثارة الأرقام المذكورة هو الاستخدام المتزايد لتقنيات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة هائلة في استهلاك الطاقة. ووفقًا لدراسة أجراها الباحث أليكس دي فريس، فإن استخدام جوجل للذكاء الاصطناعي في كل عمليات البحث سينتج عنه استهلاك يقدّر بـ 29 مليار كيلوواط ساعي من الطاقة الكهربائية سنوياً، وهذا الرقم يفوق الاستهلاك السنوي للطاقة لدول كاملة مثل كينيا وغواتيمالا وكرواتيا.
يُساهم الذكاء الاصطناعي في استهلاك كميات ضخمة من الطاقة نظراً لتشغيل الخوادم المدعومة به، التي تستهلك بدورها حجمًا هائلًا من الطاقة.
ويظل حساب الاستهلاك الكلي للطاقة ضمن مجال الذكاء الاصطناعي تحديًا بالغاً نتيجة لتباين الاحتياجات التشغيلية للنظم الضخمة والخصوصية التي تحيط بكيفية استخدام عمالقة التكنولوجيا للطاقة.
من المنتظر بحلول العام 2027 أن يبلغ الاستهلاك الكلي لقطاع تقنية الذكاء الصناعي ما بين 85 إلى 134 تيراواط-ساعة سنويًا، وقد يمثل ذلك حتى نصف في المئة من مجموع استهلاك الطاقة الكهربائية عالميًا، وهذا يعتبر إحصائية مهمة خاصةً وأن شركات كبرى مثل سامسونج تقوم بإستعمال نسبة بسيطة من هذا القدر في عملياتها الكاملة.
يزداد القلق بشأن التأثير البيئي للطاقة المطلوبة لتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي. ومع تقدم وتطور هذه التقنيات، ستصبح معالجة كمية الطاقة التي يستهلكها أمراً حاسماً لضمان تحقيق مستقبل صديق للبيئة.