أعلن وزير التربية والتعليم الإماراتي، الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي، أن الحديث حول تأثير الذكاء الاصطناعي في التعليم قد تحول من مجرد مناقشات نظرية إلى تطبيقات عملية.
وأصبحت استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ضرورة أساسية لتحسين جودة النتائج التعليمية وتطوير جميع جوانب النظام التعليمي.
وصلت هذه الأفكار خلال مشاركة سعادته في نقاش بعنوان: “تحسين التعليم: إمكانية توفير مدرس افتراضي لجميع الطلاب”. تم عقد هذا النقاش كجزء من وفد دولة الإمارات في فعاليات الدورة ال54 للمنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس في سويسرا، والتي تستمر من 15 إلى 19 يناير الحالي.
شارك براد سميث، نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس شركة مايكروسوفت، وقدوس باتيفادا، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ASI”، في الجلسة الحوارية التي عقدت في جناح دولة الإمارات.
تمت مناقشة الجلسة الاستراتيجية للإمارات حول دمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي في نظام التعليم بهدف تأهيل الطلاب بمهارات المستقبل. كما تمت مناقشة كيف يمكن للحكومات والمؤسسات الكبرى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين النظم التعليمية بشكل ديناميكي وتقدمها.
وأشار معالي الدكتور أحمد الفلاسي إلى التقدم الكبير في استخدامات الذكاء الاصطناعي في نظام التعليم، والذي يهدف إلى تطوير قطاع التعليم وتلبية احتياجات الوقت الحاضر والمستقبل، وكذلك تزويد الطلاب بالمهارات والمعرفة اللازمة للعمل في القطاعات الحيوية.
أشار معاليه خلال الجلسة إلى أنه يتعين على وزارات التربية والمسؤولون عن صنع القرار أن يعملوا على استغلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع التعليمي بشكل مدروس، لضمان مواكبة النظم التعليمية الرسمية للتطورات التكنولوجية وتلبية تطلعات الطلبة. وأشار أيضًا إلى أن الآثار الإيجابية للذكاء الاصطناعي لا تقتصر فقط على تطوير مهارات الطلبة عن طريق المعلم الافتراضي، بل تمتد أيضًا للمساهمة في تطوير قدرات المعلمين والتربويين.
وأكد سماحته أن المعلم لا يزال هو العنصر الأساسي في نجاح واستدامة العملية التعليمية بسبب تأثيره الكبير في رحلة تعليم الطلاب. وأشار إلى أهمية استخدام التقنيات الحديثة وتوفير برامج تدريب وتأهيل مناسبة لدعم المعلمين وتمكينهم من أداء مهامهم في بناء الأجيال المستقبلية بشكل أسهل وأكثر فعالية.
وزارة التربية والتعليم تؤكد على التزامها بإدماج التكنولوجيا الذكية التعليمية في النظام التعليمي الوطني بطريقة مدروسة ومسؤولة، وذلك بعد إجراء اختبارات ومراجعات دقيقة تهدف إلى الاستفادة من فوائدها والمساهمة في تطوير تجارب التعلم للطلاب.
صرح معاليه قائلاً: “تم إطلاق منصة المعلم الافتراضي تجريبيًا من قبل الوزارة خلال مؤتمر COP28 للمناخ الذي استضافته دولة الإمارات في ديسمبر الماضي خلال هاكاثون خاص بالمناسبة. وقد كانت النتائج إيجابية ومرضية، وخاصة فيما يتعلق بتفاعل الطلاب مع المنصة واستفادتهم من الإمكانات المقدمة”.
وأبرز أن هذا الموقع يطبق الآن نموذجًا متطورًا يقدم تجارب تعليمية مخصصة تتوافق مع احتياجات كل طالب بشكل فردي، فقد تم تطوير المنصة بما يتلائم خصيصًا مع النظام التعليمي في البلاد ومناهجه وأساليب التقييم المعتمدة، وتتوفر باللغتين العربية والإنجليزية وتأخذ في الاعتبار التنوع الثقافي والحضاري للبلاد.
وقد صرح (المسؤول) بأن الإمارات تُعد مركزًا عالميًا للابتكار وتحتل مراكز متقدمة في مؤشرات التنافسية العالمية المختلفة، وأنه من الضروري أن نستثمر في تكنولوجيا المستقبل للحفاظ على هذا المكانة المتقدمة وتعزيزها. لذا، قمنا باستكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي ودراستها وتحليلها للتوصل إلى الطرق المثلى للاستفادة منها في قطاع التعليم. نحن متحمسون لأن نكون الأوائل في اتخاذ جميع الخطوات التي تؤهل طلابنا للتميز في سوق العمل المستقبلي بما يتماشى مع الأولويات الوطنية وإرشادات الرئيس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للاتحاد لهذا العام.
وسيشارك معالي الدكتور الفلاسي في عدد من الجلسات القمة والاجتماعات الخاصة ذات المستوى العالي خلال مشاركته في فعاليات منتدى دافوس 2024، مثل الجلسة السرية حول التعاون بين القطاعات العام والخاص في مجال التعليم، والمؤتمر الخاص حول إعادة تشكيل المهارات في قطاع التعليم، وجلسة الحوار حول تطوير التعليم ومواجهة المخاطر، بالإضافة إلى العديد من الاجتماعات ثنائية مع قادة قطاع التعليم من القطاعات العامة والخاصة.