ذكر علاء جرار، مؤسس ومدير جو أكاديمي التنفيذي وهو مهندس، بأن الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم ساعدت على تحديد التحديات التي يصادفها الطالب وكذلك العملية التعليمية ككل. وأوضح أن النهج التعليمي الموجه لكافة الطلاب يمكّننا من استيعاب الإمكانات والمهارات التي يحملها كل طالب، فضلاً عن ثروته المعرفية، وذلك باستخدام الأدوات التكنولوجية المتوفرة.
صرح في حوار له مع وكالة الأنباء الأردنية “بترا” بأن كلًا من وزارة التربية والتعليم ووزارة الاقتصاد الرقمي تتوليان قيادة مشروع التحديث الإلكتروني والانتقال إلى العصر الرقمي لنظام التعليم في الأردن. لفت إلى أن هناك مستوى متميز من التعاون والتكامل بين الوزارتين في مجال رفع مستوى التعليم وإدماج الحلول التكنولوجية ضمن الأساليب التعليمية وكذلك إضافة النظام الإلكتروني إلى النظام التعليمي الكلاسيكي.
ذكر أن الطلاب أصبح بإمكانهم الوصول إلى نفس المواد الدراسية بغض النظر عن موقع إقامتهم أو مدارسهم؛ إذ توفرت المواد الأكاديمية الآن للجميع بالتساوي.
أشار إلى ارتفاع مستوى التعاون مع الهيئات الأكاديمية وبالأخص مع جامعة الحسين التقنية، حيث أبرمت شراكات من أجل النفع بالقدرات والمعارف التي لديهم في ميادين الذكاء الاصطناعي وتسخير ذلك في العملية التربوية معتمدين على ما يحظى به أساتذة الجامعة وطلبتها من إمكانيات، ذاكرًا كذلك توقيع اتفاق مماثل مع جامعة اليرموك للتفاعل مع قضايا التكنولوجيا واستغلال الذكاء الاصطناعي والحاسوب بوجه عام.
صرح قائلاً: “لم نواجه مشكلات متعلقة بالتشريعات الأردنية، حيث علمنا بأن هناك نظامًا جديدًا سيُطبق على التعليم عن بعد، ونحن نتفهم ضرورة هذا النظام ومستعدون للالتزام بكل ما يشتمل عليه من شروط ومعايير، خصوصًا أنه صُمم ليسهم في تحسين العملية التعليمية”.
لقد بيّن أن المنصة التعليمية “جو أكاديمي” التي تم تأسيسها منذ عشر سنوات قد نجحت في تحقيق نجاحات ضخمة على الصعيدين المحلي والعربي. وأوضح أن العدد الإجمالي للطلاب الذين انخرطوا في المنصة قد وصل إلى ما يقارب مليون و636 ألف طالب. وتتميز المنصة بالتفاعل اليومي النشط مع أكثر من 100 ألف طالب، وهي تخدم كافة شرائح العمر بدءاً من السنة الأولى في المرحلة الأساسية وحتى المرحلة الثانوية.
أوضح بأن عدد المعلمين والمعلمات العاملين في المنصة التعليمية قد بلغ بين 450 و500 مدرس ومدرسة، فضلاً عن تقديم المنصة لأكثر من 70 مقرراً جامعياً تشمل مواد دراسية مختلفة تستهدف طلبة الجامعات في مجالات مثل الطب والصيدلة والتمريض ويتم تقديمها حالياً عبر هذه المنصة.
ذكر أن المنصة قد تمكنت من تحقيق تطورات مهمة، من بينها توفير خيار التعليم الإلكتروني للطلاب، وهو خيار لم يكن متاحًا قبل عقد من الزمان. وأضاف بأن الطلاب في المدارس والجامعات أصبحوا يعتبرون التعليم الإلكتروني واحدًا من المصادر الرئيسية التي يمكن أن يستفيدوا منها في عملية تعلمهم.
يرى جرار بأن الوباء كورونا قد كانت له تأثيرات شديدة الا أنه كان عاملاً في إحداث تحولات في بعض السلوكيات الاجتماعية، بما في ذلك في ميدان التعليم على كل المستويات، حيث أدى ذلك إلى تبديل أسلوب التدريس والتعليم للطلاب.
شدد على أن الطالب الذي كان في السابق يعتمد على مصادر محدودة في مجال التعليم، بات الآن يستخدم منصات توفر له مصادر تعليمية حديثة اندمجت فيها التقنيات الرقمية مع الأساليب التربوية.
ذكر أن المنظومة تأسست استنادًا للذكاء الاصطناعي ومجموعة من المصممين والمبرمجين البالغ عددهم أكثر من 70 مبرمجًا، بهدف ضمّ أحدث التقنيات لتحسين وتطوير مسار التعليم كما نشهده في الوقت الراهن.
أشار إلى أن المنصات قد لعبت دوراً في الحد من الخسائر التي أصابت القطاع التعليمي الخاص بفعل تداعيات أزمة كورونا، جراء انتقال ما يزيد عن مئتي ألف طالب من المدارس الخاصة إلى القطاع الحكومي، ما يمثل ارتفاعاً يتجاوز الثلاثين في المئة من مجموع طلاب المدارس الخاصة نتيجة للتبعات الاقتصادية التي سببتها الجائحة وتأثيرها على موقف الأسر آنذاك. وأوضح أن المنصة عمدت في ذلك الوقت إلى إجراء بعض الدراسات لوضع حلول تربوية للمؤسسات التعليمية الخاصة التي تكبدت خسائر كبيرة، حيث قدمت منصة تعليمية تساعد في التنسيق مع التعلم المنزلي للطلاب بعد عودتهم من المدرسة، وكذلك تمدهم بمادة تعليمية عبر المنصة ذاتها، بما يمكن الأستاذ داخل الفصل الدراسي من الاستفادة من تلك المادة، في حين يمكن الطلاب من مراجعتها والاستعداد لها قبل الحصة الدراسية.
حول إطلاق مشروع منصة “عُلا” للتعليم، شدد على أن المنصة نشأت بمساعي أردنية، وتم تطويرها انطلاقًا من منصة جو أكاديمي. كانت للفريق التقني رؤية لتوسيع المنصة لتشمل المجالات المحلية والعربية، وذلك باعتماد اسم يرمز إلى التعليم ويحمل معاني السمو والعظمة والتقدم. بالإضافة إلى ذلك، الهدف هو تنشئة جيل عربي متقن وقادر على التفاعل والتأقلم مع تحديات الألفية الجديدة.
أفاد بأن منصة “عُلا” ستشكل الأداة الأساسية للتسويق والتعليم في الخارج، وأن أية توسعات في الأسواق المجاورة ستتم من خلالها باعتبارها النسخة المتطورة من جو أكاديمي بهدف النمو خارج حدود الأردن.
بيّن أن المنصة ستشتمل على فِرَق من الأردن متعاونة مع نظائرها من الوطن العربي، وذلك لأن ما يتم…
تتمثل رؤية المنصة التعليمية في دمج التقنيات الحديثة بصورة أوسع، حيث سيتسنى للطلاب الوصول إلى طرق تعليمية متنوعة من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي وإجراء الاختبارات عبر الإنترنت ومشاهدة الفيديوهات واستخدام النماذج التفاعلية ثلاثية الأبعاد والرسوم المتحركة. ويكمل هذا النهج دور المعلم الذي سيتم تعيينه لكل طالب بشكل فردي، بما يتيح له الفرصة لتقييم وتحليل قدرات الطالب ومواهبه لإعداد منهج تعليمي مصمم خصيصًا يلائم احتياجات كل طالب على حدة.
أوضحت المنصة أنها تشتمل على مجموعة من الأسئلة تغطي كافة المراحل التعليمية، والتي صُمّمت لتسهم في تقويم أداء الطالب وتحليله. كما أنها تساعد في تحديد الجوانب التي يحتاج فيها للتحسين، مع إعداد خطط علاجية للنواقص التي تظهر خلال الامتحانات والأخطاء التي يرتكبها الطلاب.
وأشار إلى أن الأولوية لدينا تتمثل في دمج النتائج التي تم الحصول عليها ضمن المحتوى الأكاديمي الذي يسد حاجات الطلاب ويتصدى لأية تحديات قد يواجهونها، وذلك من خلال تقويمهم مرة أخرى وتزويد أولياء الأمور أو حتى الجهات المعنية كوزارة التعليم بتقارير حول أدائهم.
فيما يتعلق بتأهيل وتدريب المدرسين، شدد على أنها واحدة من الخصائص البارزة التي تتميز بها منصتي “جو أكاديمي” و”علا”. هاتان المنصتان توظفان مدرسين ذوي خبرة وتأثير بارز من قطاع التعليم العام والخاص، حيث يحظون بتدريب مخصص يهدف لتحسين مستوى التفاعلية في العملية التعليمية من خلال استخدام وسائل التعليم الإلكتروني.
وجّه نداءً إلى النظام التعليمي مؤكدًا على ضرورة المضي قدمًا والامتداد في الانتقال إلى العصر الرقمي واحتضان مفهوم التقدم التكنولوجي في مجال التعليم، حاثًا الطلاب على المشاركة وفهم الوسائل الحديثة التي يقدمها هذا التقدم الرقمي والتكنولوجي لغرض الاستفادة منها في تعليمهم، وشدد على حاجتهم لمزيد من التعرف على أدوات التعليم الفعّالة التي يمكن أن تعينهم وتوفر عليهم جهدًا كبيرًا وتنمي مهاراتهم وقابلياتهم، كما دعا أولياء الأمور إلى دعم مفهوم التقدم التكنولوجي في سبيل أن يصبحوا شركاء فاعلين في العملية التربوية.