جدول المحتويات
تم تكريم الدكتورة زينب حسن حامد، الباحثة البارزة من جامعة عين شمس في مصر، بجائزة “حمدان بن راشد آل مكتوم – أليكسو للبحث التربوي المتميز”، وذلك عن دراستها الرائدة بعنوان: “بناء نموذج لتوظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعلم القائم على المشاريع ضمن برامج إعداد المعلمين وأثره على المخرجات الإبداعية والشغف”. وقد لفتت الدراسة الانتباه خلال المؤتمر التاسع عشر لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي في العالم العربي، الذي عُقد في أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، في الفترة من 26 إلى 28 نوفمبر 2024.
يُبرز هذا التكريم التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي في إحداث تحولات جذرية في الممارسات التعليمية، ويؤكد أهمية تعزيز الابتكار في التعليم العالي على مستوى العالم العربي.
ريادة الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم
توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز التجارب التعليمية
تركّز دراسة الدكتورة حامد الحائزة على الجائزة على دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في منهجيات التعلم القائم على المشاريع. من خلال تصميم نموذج مبتكر، تهدف الدراسة إلى تعزيز برامج إعداد المعلمين، عبر تعزيز الإبداع، وزيادة تفاعل الطلاب، وربط المخرجات التعليمية باحتياجات سوق العمل المتغيرة.
تظهر الدراسة كيف يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل ChatGPT والتقنيات المتقدمة الأخرى، أن تُعيد تشكيل الأنماط التعليمية التقليدية، لتحوِّلها إلى بيئات ديناميكية مبتكرة. كما تسلط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تخصيص التجارب التعليمية، مما يُمكِّن المعلمين المستقبليين من تنمية التفكير النقدي، والتكيف مع المتغيرات، وتعزيز الشغف بمهنة التعليم.
يتماشى هذا البحث مع التوجهات العالمية في التعليم المدعوم بالذكاء الاصطناعي، حيث يتم استخدام التكنولوجيا بشكل متزايد لإنشاء مسارات تعليمية مخصصة، وتبسيط العمليات الإدارية، وتعزيز التفاعل بين الطلاب والمعلمين.
عكس المؤتمر روح التعاون بين الدول العربية، مسلطًا الضوء على الابتكار في التعليم ودور التكنولوجيا، ليعبر عن طموح مشترك لتحسين جودة التعلم في العالم العربي.
التعاون الإقليمي: محفِّز لتحقيق التميز التعليمي
أبرز ملامح إعلان أبوظبي
اختُتم المؤتمر التاسع عشر لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي بتبني إعلان أبوظبي، الذي يعد خارطة طريق استراتيجية لتعزيز التعليم العالي والبحث العلمي في العالم العربي. أكَّد الإعلان على أهمية التعاون الإقليمي لرفع معايير التعليم، وتعزيز الابتكار، ومواءمة البرامج الأكاديمية مع متطلبات سوق العمل المستقبلية.
كما شهد المؤتمر اجتماعات ثنائية سلّطت الضوء على أهمية الشراكات العابرة للحدود. على سبيل المثال، ناقشت وزيرة التربية والتعليم القطرية لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، ووزير التربية والتعليم الإماراتي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالمنان العور، الجهود المشتركة في مجالات البحث العلمي والابتكار وتبادل الخبرات. تهدف مثل هذه الشراكات إلى بناء نظام تعليمي متين يستفيد من قوة الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة لمواجهة التحديات الفريدة التي تواجه المنطقة.
تُعد إنجازات الدكتورة زينب حسن حامد محطة مفصليّة للتعليم المدفوع بالذكاء الاصطناعي في العالم العربي. يعتبر نموذجها المبتكر الذي يدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في برامج إعداد المعلمين بمثابة خارطة طريق لمستقبل التعليم. من خلال تعزيز الإبداع والشغف والابتكار، يحمل هذا العمل إمكانات كبيرة لإعادة تصور المخرجات التعليمية وتحفيز مبادرات مماثلة عالميًا.
كان المؤتمر في أبوظبي محورًا للرؤية المشتركة التي تركز على الابتكار والتعاون، مما يعكس التزام المنطقة بتوظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة لرأب فجوات التعليم والاستعداد لعالم سريع التغير. ومع استعداد بغداد لاستضافة الدورة العشرين لمؤتمر وزراء التعليم العرب، فإن الزخم الذي أطلقته جهود الدكتورة حامد وإعلان أبوظبي سيستمر بلا شك في تشكيل مستقبل التعليم العالي في العالم العربي.
إن هذا الاختراق العلمي لا يمثل فقط إنجازًا للدكتورة حامد، بل يُعد شهادة على القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي في التعليم—والذي أصبح أداة أساسية لبناء مجتمع أكثر ابتكارًا وشمولية واستشرافًا للمستقبل.