في تطور مؤثر يسلط الضوء على التوترات المتزايدة بين الإبداع الفني والتكنولوجيا الحديثة، أطلق ممثلو الصوت والمؤدى الحركي لشخصيات ألعاب الفيديو في كاليفورنيا إضرابًا بدءًا من يوم الجمعة، مطالبين بضمانات واضحة بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات عملهم، وفقًا لبيان من نقابة الممثلين الأميركيين “ساغ-أفترا”.
من المقرر أن يبدأ الإضراب في الساعة 12:01 صباحًا بتوقيت لوس أنجلوس، ويطرح تساؤلات جدية حول كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل صناعة الترفيه. يأتي هذا التحرك في أعقاب مفاوضات مطولة لم تصل إلى نتائج مُرضية استمرت لأكثر من 18 شهرًا مع عدد من الشركات الكبرى في قطاع ألعاب الفيديو، بما في ذلك “أكتيفيجن” و”ديزني” و”إلكترونيكس آرتس” و”وارنر براذرز غايمز”.
وفي تصريح لفران دريشر، رئيسة “ساغ-أفترا” ونجمة مسلسل “ذي ناني”، تؤكد:
“لن نقبل بأي عقد جماعي يتيح للشركات استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل يضر بأعضاء النقابة.” مُضيفةً: “متى ما كانت هذه الشركات جدية في تقديم عروض قابلة للتفاوض، نحن مستعدون لبدء الحوار.”
يجدد هذا الإضراب مطالبات نقابة “ساغ-أفترا” بتوفير الحماية لجميع الفنانين الذين يساهمون في تطوير ألعاب الفيديو. ويعني الإضراب استهداف نحو 2600 فنان، منهم الذين يؤدون بالأصوات والذين تتحرك شخصياتهم الرقمية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ترتبط المخاوف بمسألة استخدام الذكاء الاصطناعي في إعادة إنتاج أصوات الممثلين أو تطوير نسخ رقمية من شخصياتهم دون إذنهم أو تعويض مالي عادل، مما يهدد حقوق الملكية الفكرية لهؤلاء الفنانين.
وعلق دانكن كرابتري-آيرلند، كبير مفاوضي النقابة، بهذا الشأن قائلاً إن
“استوديوهات ألعاب الفيديو لم تتعلم شيئًا من الدروس المستفادة في العام الماضي، عندما فرضت النقابة متطلبات جديدة خلال الإضراب التاريخي في هوليوود.”
وفي الوقت نفسه، أبدت شركات الألعاب خيبة أملها، حيث علق المتحدث باسمها، أودري كولينغ، قائلاً
: “نحن على استعداد دائم للعودة إلى طاولة المفاوضات، وقد كنا قريبين جدًا من التوصل إلى اتفاق شامل”. وأشار إلى أن العرض المقدم من الشركات يتضمن “زيادات تاريخية في الرواتب” وحماية ملحوظة تتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي، بما يشمل ضرورة الحصول على موافقة الفنانين وتعويض عادل لهم.
تشكل هذه التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي وتحويل نماذج العمل تحديات كبيرة، ليس فقط على المستوى الاقتصادي ولكن أيضًا على مستوى حقوق وأخلاقيات الصناعات الإبداعية، مما يدعو جميع الأطراف المعنية إلى التفكير مليًا في مستقبل هذا القطاع الحيوي.