جدول المحتويات
في السنوات الأخيرة، أثارت التقنيات المتقدمة عند تقاطع الذكاء الاصطناعي والصداقة فضول وتساؤلات الكثيرين. هنا يأتي “نظرة إلى المستقبل مع “Friend Necklace””، قلادة تعمل بالذكاء الاصطناعي بسعر 99 دولارًا، مصممة لترتديها حول عنقك، فهل ستكون منارة للابتكار أم نذيرًا للمشكلات الأخلاقية؟ هذه التقنية الناشئة، التي تستهدف خلق رفاق بالذكاء الاصطناعي، تضيف طبقة جديدة إلى المناقشات الجارية حول دور الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية.
الفكرة وراء قلادة “Friend”
تبدأ قصة “Friend “” بإلهام يبدو وكأنه مقتبس من فيلم مثل “عقل جميل.” تمامًا مثل الشخصيات الخيالية التي تتفاعل مع رفاق غير موجودين، يدفع رفاق الذكاء الاصطناعي مثل “فريند” حدود ما يعتبر علاقة “حقيقية”. طوّر هذا الجهاز آفي شيفمان، العبقري الشاب المعروف بإنشاء موقع عالمي لتتبع إصابات كورونا، وهو مصمم ليكون رفيقًا دائمًا بفضل الميكروفونات المدمجة التي تعمل باستمرار.
Friend الذكاء الاصطناعي: أكثر من مجرد جهاز
يتواصل “Friend” بملاحظاته وتعليقاته الفورية عبر النصوص، مثل صديق يتحدث باستمرار بجانبك. في إعلان حديث، تفاعل “Friend” مع المستخدمين أثناء المشي والوجبات وحتى أثناء مشاهدة التلفاز، مما يشير إلى إمكانيته ليكون رفيقًا دائمًا، وإن كان افتراضيًا. تعتمد هذه التقنية على نموذج اللغة الكبيرة Claude 3.5 من شركة Anthropic AI، والذي يهدف إلى تقديم تفاعلات ذات معنى، ودعم عاطفي وحتى بعض الفكاهة.
ابتكار مثير للجدل
صممت هذه القلادة الذكية شركة Bould، نفس الشركة التي طورت ترموستات Nest، وتأتي بألوان تذكرنا بجهاز Apple iMac الأصلي. إنه جهاز جذاب لكنه ليس خاليًا من الجدل. فقد قارن النقاد هذا الجهاز بمسلسلات مثل “Black Mirror”، مشيرين إلى الطبيعة المتطفلة لجهاز يستمع دائمًا. لكن شيفمان يشدد على جانب الصداقة، قائلاً: “أهم الأشياء في حياتك حقًا هي الناس.”
مخاوف الخصوصية والأخلاق
على الرغم من أن الجهاز لا يقوم بتخزين التسجيلات الصوتية أو النصوص، إلا أن الخصوصية تظل مصدر قلق كبير. وفقًا لجودي هالبيرن وبيتر باي براندتزيغ، الخبراء في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والتفاعل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، يقدم الجهاز سلاحًا ذا حدين. فمن ناحية يعالج الشعور بالوحدة، وهو مشكلة متزايدة بين الشباب. ومن ناحية أخرى، يثير المخاطر المتعلقة بالخصوصية وأصالة العلاقات البشرية.
الجانب التجاري وآفاق المستقبل
تمكن شيفمان من تأمين تمويل قدره 2.5 مليون دولار ويرى أن “Friend” ليس مجرد أداة تكنولوجية بل دعمًا عاطفيًا. من المقرر أن يتم شحن الجهاز في يناير 2025 وهو متاح للطلب المسبق حصريًا في الولايات المتحدة وكندا. في حين أبدت الردود الأولية وعودًا، يبقى أن نرى ما إذا كان “Friend” سيتمكن من إيجاد موضع قدم بارز في سوق رفاق الذكاء الاصطناعي.
خلاصة Friend
تجسد جاذبية رفيق الذكاء الاصطناعي مثل “فريند” روح العصر المتشبع بالتكنولوجيا، حيث يتم معالجة الوحدة غالبًا بوسائل رقمية. كما قال شيفمان، “أشعر أنني لدي علاقة أوثق مع هذه القلادة حول عنقي مما لدي مع هؤلاء الأصدقاء الحقيقيين أمامي.”
الخاتمة
يمثل “فريند” مفترق طرق مثير في ابتكار الذكاء الاصطناعي، متأرجحًا بين الريادة والقلق. ومع إطلاقه لمستهلكين متلهفين ولكن حذرين، ستشعل هذه القلادة الذكية بلا شك المزيد من النقاش حول دور الرفاق الصناعيين في حياتنا. سواء أصبح “فريند” أداة ثورية للصداقة أو حكاية تحذيرية عن الوحدة الحديثة، فإن المحادثة حوله ستكون تحت مراقبة شديدة من المتخصصين في التكنولوجيا والأخلاقيات على حد سواء.