جدول المحتويات
نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون مع شركائه الاستراتيجيين ندوة علمية شاملة بعنوان «دور الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الرعاية الصحية.. الآفاق المستخلصة من نتائج استطلاع الرأي»، والتي أدارتها مريم الجنيبي، الباحثة في «تريندز». الندوة جمعت نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالي الصحة والتكنولوجيا، حيث أكدوا جميعاً على الدور المحوري والمتنامي للذكاء الاصطناعي (AI) في تطوير قطاع الرعاية الصحية.
الذكاء الاصطناعي: شريك لا غنى عنه
على الرغم من التطورات السريعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، أشار الخبراء إلى أن الهدف ليس استبدال الأطباء بالروبوتات، بل تعزيز قدراتهم وتحسين جودة الرعاية الصحية. إذ باتت تطبيقات الذكاء الاصطناعي تستخدم فعلياً في تشخيص الأمراض وتحليل الأورام والأشعة، مما يعزز من دقة وكفاءة العمليات الطبية.
أهمية الوعي المجتمعي
شدّد المشاركون في الندوة على ضرورة نشر الوعي بتقنيات الذكاء الاصطناعي بين المجتمعات العربية لضمان فهم أعمق واستفادة أوسع منها. فهذه التقنيات لا تسهم فقط في تقليل الكلفة العلاجية وإدارة الموارد البشرية بكفاءة، بل تساهم أيضاً في رفع الإنتاجية وتحسين بيئة البحث والابتكار. ومع ذلك، تظل تحديات مثل ضمان الخصوصية والأمان والبنية التحتية التكنولوجية العالية قائمة.
بين الفرص والتحديات
الدكتورة سهام المريّض، أستاذة علم الأوبئة والصحة العامة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أشارت إلى أن نتائج استطلاع رأي «تريندز» كشفت عن فجوة معرفية بين المشاركين فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي في المجال الصحي. فبالرغم من أن 4٪ فقط من المشاركين يعملون في القطاع الصحي، إلا أن 10٪ فقط كانوا على دراية بتقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة. هذا يبرز الحاجة إلى برامج تدريبية وورش عمل مستدامة لتأهيل العاملين في المجال الصحي للتعامل مع هذه التقنيات الجديدة.
التحديات: الخصوصية والسياسات
الدكتور إياد سلطان من مركز الحسين للسرطان – الأردن أعرب عن دهشته من نقص وعي الشباب بتقنيات الذكاء الاصطناعي رغم الفوائد الجمة لهذه التقنيات، مشيراً إلى دورها الفعال في تشخيص الأمراض وتحليل الفحوصات والأشعة. من جانبه، أكد الدكتور أحمد سمير من مكتبة الإسكندرية، أن مخاوف الجمهور من الهجمات الإلكترونية تسهم بشكل كبير في ترددهم بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي.
نظرة مستقبلية
الدكتورة سمر صبيح من شركة محرم وشركاه للسياسات العامة والاتصال الاستراتيجي، شددت على أهمية وضع سياسات واستراتيجيات محددة لتعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعي في المجالات الطبية، مع مراعاة الجوانب الأخلاقية والأمنية لبناء الثقة المجتمعية.
كلمة ختامية
الدكتور حامد يحيى من هيئة الصحة – دبي، أوضح أن للذكاء الاصطناعي دوراً بارزاً في زيادة قدرة تشخيص الأمراض وإدارة الموارد بفعالية. ومع ذلك، يتطلب نجاح هذا التحول تقنيات بنية تحتية عالية واستثمارات مالية كبيرة، بالإضافة إلى تطوير السياسات والقوانين التي تحكم استخدام هذه التقنيات.
بهذا، تبقى طموحات وتحديات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية محل نقاش مستمر بين الخبراء وصناع القرار، لتحقيق مستقبل صحي أفضل وأكثر ابتكاراً واستدامة.
المصدر: تريندز للبحوث والاستشارات