جدول المحتويات
تحول جذري في سوق السيارات الأوروبية: تراجع مبيعات السيارات التقليدية لصالح الكهربائية
تشير البيانات الأخيرة حول مبيعات السيارات في الاتحاد الأوروبي إلى أن أكتوبر 2025 كان نقطة تحول في مشهد السيارات في القارة، حيث شهدت مبيعات السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين تراجعًا حادًا، مما أدى لأول مرة إلى فقدانها للصدارة في السوق.
سجلت تسجيلات السيارات الجديدة في الاتحاد الأوروبي زيادة متواضعة بنسبة 1.4% فقط خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام. لكن وراء هذه الزيادة الصغيرة يكمن تحول كبير في تفضيلات المستهلكين نحو النماذج الكهربائية والهجينة.
زيادة ملحوظة في تسجيلات السيارات الكهربائية والهجينة
شكلت النماذج الكهربائية بالكامل، والهجينة القابلة للشحن، والهجينة التقليدية حوالي 63.9% من إجمالي تسجيلات السيارات الجديدة في أكتوبر، بزيادة ملحوظة عن 55.4% في نفس الشهر من العام الماضي. تظل السيارة الهجينة التقليدية الخيار الأكثر شعبية بين المستهلكين في الاتحاد الأوروبي، حيث استحوذت على 34.6% من حصة السوق حتى الآن، مع تسجيل 3,109,362 وحدة خلال الأشهر العشرة الأولى من 2025.

هذا القطاع ينمو بسرعة كبيرة، حيث تقود أسواق رئيسية مثل إسبانيا وفرنسا هذا التحول، حيث سجلت إسبانيا زيادة بنسبة 27.1% وفرنسا بنسبة 26.3%. وهذا يدل على أن العديد من السائقين يفضلون الانتقال من الاعتماد الكامل على البنزين.
سجل المشترون الأوروبيون 1,473,447 سيارة كهربائية بالكامل بين يناير وأكتوبر 2025، مما منح السيارات الكهربائية حصة سوقية بلغت 16.4% حتى الآن، بزيادة ملحوظة عن 13.2% في 2024. وفي أكتوبر وحده، ارتفعت تسجيلات السيارات الكهربائية بنسبة 38.6% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. تمثل أكبر أربع أسواق في الاتحاد الأوروبي 62% من هذه التسجيلات الجديدة، حيث أظهرت ألمانيا قوة كبيرة، مع تسجيل زيادة بنسبة 39.4% في مبيعات السيارات الكهربائية حتى الآن.
انتعاش ملحوظ للسيارات الهجينة القابلة للشحن
تشير البيانات أيضًا إلى انتعاش مثير للإعجاب للسيارات الهجينة القابلة للشحن. سجلت هذه النماذج أعلى معدل نمو بين جميع الفئات في أكتوبر، حيث ارتفعت بنسبة 43.2% مقارنة بالعام الماضي. نمت تسجيلات السيارات الهجينة القابلة للشحن إلى 819,201 وحدة حتى أكتوبر، مما أسفر عن حصة سوقية بلغت 9.1%. شهد هذا القطاع نموًا هائلًا في جنوب أوروبا، حيث ارتفعت تسجيلات السيارات الهجينة القابلة للشحن في إسبانيا بنسبة 109.6% وفي إيطاليا بنسبة 76.5% حتى الآن.

تبدو السيارات الكهربائية والهجينة مزدهرة على حساب محركات الاحتراق التقليدية. انخفضت الحصة السوقية للسيارات التي تعمل بالبنزين والديزل إلى 36.6% حتى الآن، مقارنة بـ 46.3% خلال نفس الفترة من العام الماضي. انخفضت حصة سيارات الديزل، التي كانت يومًا ما عنصرًا أساسيًا في القيادة الأوروبية، إلى أقل من 10%، مع تسجيل انخفاض بنسبة 24.5% في التسجيلات خلال الأشهر العشرة الأولى من 2025. أما سيارات البنزين، فقد شهدت انخفاضًا بنسبة 18.3%، حيث بلغ إجمالي التسجيلات 2,459,151 وحدة.
شهدت جميع الأسواق الكبرى في الاتحاد الأوروبي انخفاضًا في مبيعات البنزين، حيث تصدرت فرنسا القائمة بانخفاض مذهل بنسبة 32.3%، تليها ألمانيا بانخفاض قدره 22.5%. الأرقام توضح بجلاء: عصر الوقود الأحفوري في سوق السيارات الجديدة قد انتهى فعليًا.
تحديات أمام الشركات الكبرى
تستمر مجموعة فولكس فاجن، التي تضم علامات تجارية مثل فولكس فاجن، سكودا، وأودي، في الحفاظ على موقعها كأكبر صانع سيارات في أوروبا. في مجال الكهربة، سجلت الشركات الصينية مثل BYD زيادة مذهلة بنسبة 206.8% في المبيعات خلال أكتوبر، بينما شهدت SAIC Motor أيضًا ارتفاعًا بنسبة 35.9%.

كانت شركة تسلا، الرائدة في مجال السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، الوحيدة التي شهدت انخفاضًا حادًا في حجم المبيعات بنسبة 48.5% خلال الشهر، حيث يبدو أن التحديثات على المركبات لم تكن كافية لجذب المشترين بعيدًا عن تصرفات الرئيس التنفيذي للشركة، وبعد فترة قصيرة من الاهتمام، استمرت المبيعات في الانخفاض.
لكن سيارة داشيا سانديرو حققت لقب أكثر نماذج السيارات مبيعًا في أوروبا خلال أكتوبر وكذلك خلال الفترة حتى الآن، مما يثبت أن السيارات الصغيرة والميسورة التكلفة لا تزال تحظى بجاذبية جماهيرية، بغض النظر عن مصدر الطاقة. تؤكد البيانات أن هذا التحول هيكلية ودائم، حيث يتجه معظم المستهلكين نحو السيارات الكهربائية أو الحلول الهجينة، حتى وإن لم يعد حجم السوق الإجمالي إلى مستويات ما قبل الجائحة.
المصدر: الرابط الأصلي