شدد المتحدثون خلال الدورة السنوية لعام 2024 لملتقى بوآو الآسيوي الذي يُختتم اليوم في الصين، على الأثر التحويلي الكبير للتقنيات الحديثة، مع التركيز بشكل خاص على القدرات المتغيرة للذكاء الاصطناعي وكيفية توسع تأثيره على نطاق واسع في مجالات متعددة.
عرضت مجموعة الإعلام الصينية مجموعة من المؤتمرات الفرعية المتعلقة بالحدث، وأشارت إلى تركيز منتدى “تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على تغيير العالم” على مسألة الذكاء الاصطناعي التوليدي. تحدث الخبراء من مجالات متنوعة مثل الذكاء الاصطناعي، علوم الحاسوب، والأتمتة، عن رؤيتهم بشأن الدور الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في تحويل الاقتصاد العالمي والمجتمع ورقمنتهما.
في هذه الخلفية، نوه تشانغ يا تشين، العضو بالأكاديمية الصينية للهندسة ورئيس معهد بحوث صناعة الذكاء الاصطناعي في جامعة تسينغهوا، بأن تطور الذكاء الاصطناعي الإبداعي يتعدى القدرة على التعرف على الصوت والوجه والصور فحسب، بل يمتد لقابليته على ابتكار وتوليد الشيفرات والأدوية والصيغ الخاصة بالرياضيات ومعادلات الفيزياء، وهو ما سوف يقود إلى تحولات جوهرية في مجالات التقنية وأنماط العمل.
في السياق نفسه، شدد ليو تسونغ، المدير لمعهد الأبحاث بشركة آيفليتيك، الرائدة بمجال التكنولوجيا في الصين، على أهمية البرمجة في الصناعات الحديثة، مبيناً أن استخدام نماذج الكود البرمجي الضخمة يمكن أن يرفع مستوى الكفاءة بنسبة 50% في المراحل الأولية لتطوير البرمجيات وأن يزيد الإنتاجية بأكثر من 40% خلال مراحل اختبار البرامج وتعديل الأخطاء.
قام المنتدى الفرعي الذي يركز على “التنمية الفائقة الجودة المستندة إلى الابتكار والبيئة النظيفة والذكاء الرقمي والتكامل” بمناقشة المفاهيم الخاصة بالاستدامة البيئية والتنمية المستدامة وعملية التحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي والنمو المتكامل. وذلك من خلال تبادل خبراء من الحكومات والشركات والمجتمع الأكاديمي لخبراتهم العملية في أنشطة متنوعة تشمل مختلف القطاعات والميادين.
صرح سونغ هاي ليانغ، الرئيس التنفيذي لمجموعة الهندسة الطاقوية الصينية، بأن الشركة قد قامت بإنشاء أربعة عشر معهداً بحثياً جديداً يركز على دراسة الموضوعات المرتبطة بالتحول نحو الابتكار البيئي، بالإضافة إلى ست منصات تجريبية على الصعيد الوطني، وأشار إلى أن الشركة قد خصصت استثمارات تجاوزت 13 مليار يوان (ما يعادل تقريباً 1.8 مليار دولار أمريكي) للابتكار خلال السنة الماضية.
استقطب الملتقى السنوي لمنتدى بوآو لآسيا لعام 2024، الذي يُعقد في قرية بوآو التابعة لمقاطعة هاينان جنوب الصين، ما يقرب من ألفي مشارك من أكثر من ستين دولة ومنطقة. يشكل المنتدى، الذي تأسس في العام 2001، مؤسسة دولية مستقلة ومن دون أهداف ربحية تسعى لدعم التكامل الاقتصادي على مستوى الإقليم وتحقيق التقارب بين دول آسيا نحو تحقيق أهدافها التنموية.