جدول المحتويات
في خطوة رائدة تؤكد الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في المجالين الأكاديمي والبحث الاقتصادي، أعلنت جامعة القاهرة عن إطلاق “المرصد الاقتصادي باستخدام الذكاء الاصطناعي”. يأتي هذا المبادرة كجزء من استراتيجية الجامعة الشاملة في توظيف التقنيات الحديثة لمواجهة التحديات الاقتصادية الملحة. ومن المتوقع أن يُحدث المرصد ثورة في طريقة تحليل البيانات واستخدامها في اتخاذ القرارات، حيث يقدم رؤىً في الوقت الحقيقي ونماذج توقعية تدعم النمو والتطوير الاقتصادي.
جامعة القاهرة تطلق مرصدًا اقتصاديًا بالذكاء الاصطناعي
أطلق الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، رسميًا “المرصد الاقتصادي باستخدام الذكاء الاصطناعي” في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. يندرج هذا المشروع ضمن استراتيجية الجامعة الشاملة للذكاء الاصطناعي، والتي تهدف إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، بما في ذلك الاقتصاد. سيركز المرصد على استخدام الذكاء الاصطناعي لمواجهة تحديات اقتصادية محددة وقابلة للقياس والتنفيذ، بما يضمن أن تكون نتائج الأبحاث واقعية وقابلة للتطبيق.
شهدت فعالية الإطلاق مناقشات حول تمويل المستقبل والشراكات بين المرصد وكيانات بحثية متنوعة. وشدد الدكتور سامي على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الظواهر الاقتصادية وما يمكن أن يقدمه من حلول مبتكرة. كما سيقدم المرصد منصة لتعليم الباحثين والطلبة حول الذكاء الاصطناعي، بما يتيح لهم تطوير قدراتهم، فضلًا عن تقديم حلول تعليمية شاملة لذوي الاحتياجات الخاصة.
استراتيجية الذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة: رؤية مستقبلية
تتأسس استراتيجية الذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة على أربعة محاور رئيسية، تعكس التزام الجامعة بمواكبة التحولات الرقمية المتسارعة. وتسعى الجامعة إلى الاستثمار بشكل كبير في تطوير أدوات وبرمجيات الذكاء الاصطناعي التي تلبي احتياجات الباحثين في مختلف التخصصات العلمية. يتماشى هذا التركيز مع التوجه العالمي نحو استخدام التكنولوجيا لحل المشكلات المعقدة، خاصة في مجال الاقتصاد.
وأكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق أهمية الذكاء الاصطناعي في تسريع وتيرة البحث العلمي وتحسين جودته. ومن خلال دمج الذكاء الاصطناعي في البحث الاقتصادي، تسعى جامعة القاهرة لضمان ريادتها في الساحة الأكاديمية والتكنولوجية العالمية. وتأتي جهود الجامعة كجزء من موجة أوسع تستثمر فيها المؤسسات التعليمية حول العالم في أبحاث الذكاء الاصطناعي لدفع الابتكار والنمو الاقتصادي.
الذكاء الاصطناعي في البحث الاقتصادي: أولوية عالمية
وخلال حفل إطلاق المرصد، أكدت الدكتورة حنان محمد، عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، على تنامي أهمية الذكاء الاصطناعي في السياقات الإقليمية والدولية. وأشارت إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت في صدارة أجندات المنظمات الدولية والهيئات الإقليمية والحكومات الوطنية، حيث تركز الدول بشكل متزايد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية والنمو الاقتصادي.
وشددت الدكتورة حنان على الدور الحاسم للبيانات في البحث الاقتصادي، لا سيما في بناء نماذج توقعية ومحاكاة تساعد صانعي القرار على استشراف الاتجاهات المستقبلية والتكيف مع التحديات الناشئة. ومن المقرر أن يسهم مرصد جامعة القاهرة المعتمد على الذكاء الاصطناعي في هذا السياق، من خلال توفير أدوات متقدمة لجمع البيانات وتحليلها وتقديم التوقعات.
حضور رفيع المستوى وآفاق مستقبلية
شهد حفل الإطلاق حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتورة هالة السعيد، المستشارة الاقتصادية للرئيس المصري، والدكتور مجدي عثمان، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق. كما حضر الدكتور رباب الشريف، عميد كلية الدراسات العليا لعلوم النانوتكنولوجيا، والدكتور علي فهمي، عميد كلية الذكاء الاصطناعي بالأكاديمية العربية للنقل البحري. يؤكد حضور هذه الشخصيات على أهمية المرصد كمبادرة وطنية وإقليمية.
ويبرز التعاون بين الكيانات الأكاديمية والحكومية والقطاع الخاص الإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها المرصد ليصبح مركزًا لأبحاث الاقتصاد المستندة إلى الذكاء الاصطناعي. ولن يخدم المرصد جامعة القاهرة فحسب، بل سيسهم أيضًا في الجهود الوطنية الأوسع نحو دمج الذكاء الاصطناعي في استراتيجيات التخطيط والتنمية الاقتصادية في مصر.
يشكل إطلاق جامعة القاهرة لمرصد “الاقتصادي باستخدام الذكاء الاصطناعي” لحظة محورية في تقاطع التكنولوجيا مع البحث الاقتصادي. ومن خلال تسخير قوة الذكاء الاصطناعي، تسعى الجامعة إلى إنتاج رؤى قابلة للتنفيذ لمواجهة التحديات الاقتصادية الواقعية. وفي ظل عصر يتزايد فيه الاعتماد على اتخاذ القرارات المعتمدة على البيانات، تقدم مبادرة جامعة القاهرة نموذجًا لكيفية استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز النمو والابتكار الاقتصادي. ومع استمرار تطور المهام والرؤى، من المؤكد أن يلعب المرصد دورًا حيويًا في تشكيل مستقبل البحث الاقتصادي في مصر وخارجها.