جدول المحتويات
مع توقع ارتفاع الإيرادات العالمية من الذكاء الاصطناعي إلى 90 مليار دولار بحلول عام 2025، بزيادة سنوية قدرها 45%، من المتوقع أن يصل تأثير التكنولوجيا على الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 14% مذهلة بحلول عام 2030، ما يعادل 15.7 تريليون دولار إضافية. في هذا السياق، تسعى رؤية السعودية 2030 إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتنويع اقتصادها، والابتعاد عن الإيرادات التقليدية من النفط والغاز إلى طرق جديدة للاقتصاد السعودي.
مبادرات الذكاء الاصطناعي في السعودية
في إشارة إلى التزامها بالذكاء الاصطناعي، تصدرت السعودية عناوين الصحف كأول دولة تمنح الجنسية لروبوت بشري مدعوم بالذكاء الاصطناعي، “صوفيا”. بشكل أكثر جوهرية، تقوم المملكة بتطوير مشروع “نيوم”، المدينة الضخمة المستقبلية الواقعة في محافظة تبوك الشمالية الغربية. تمتد نيوم على مساحة تقارب 26,500 كم²، وستكون “منطقة دولية مستقلة” تدمج أجزاء من السعودية ومصر والأردن. بتمويل قدره 500 مليار دولار من صندوق الاستثمارات العامة (PIF)، تهدف نيوم إلى المساهمة بـ 100 مليار دولار سنويًا في الناتج المحلي الإجمالي للسعودية بحلول عام 2030.
نيوم: مركز للابتكار المدعوم بالذكاء الاصطناعي
يركز تطوير نيوم على 16 قطاعًا اقتصاديًا رئيسيًا: الطاقة، المياه، التنقل، التكنولوجيا الحيوية، الغذاء، التصنيع، الإعلام، الترفيه، الثقافة، الموضة، التكنولوجيا، السياحة، الرياضة، التصميم، البناء، الخدمات، الصحة، التعليم، والعيش. سيكون الذكاء الاصطناعي والروبوتات محوريين في الابتكارات في كل من هذه المجالات، كما أبرز ولي العهد محمد بن سلمان. سيتم دمج الذكاء الاصطناعي في كل مكان، مما يجعل نيوم مختبرًا حيًا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
إصلاحات مؤسسية لحوكمة الذكاء الاصطناعي
لدعم هذا التحول المدفوع بالذكاء الاصطناعي، أنشأت السعودية الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA) والمركز الوطني للذكاء الاصطناعي. ستنسق هذه المؤسسات مع مكتب إدارة البيانات الوطنية لدعم الهياكل الحوكمة اللازمة للرقمنة ودمج الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، يتم إدخال إصلاحات تعليمية لتزويد الجيل الأصغر بالمهارات الرقمية، مما يضمن قوة عمل جاهزة للمستقبل.
الذكاء الاصطناعي في الخدمات البلدية
بجانب نيوم، من المتوقع أن يحول الذكاء الاصطناعي الخدمات البلدية في جميع أنحاء السعودية. يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي تحسين إدارة البنية التحتية، إدارة النفايات، التخطيط الحضري، وإدارة المرور. على سبيل المثال، يمكن للأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحليل بيانات المرور في الوقت الحقيقي لتحسين تدفق المرور وتقليل الازدحام. في إدارة النفايات، يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين مسارات الجمع وزيادة معدلات إعادة التدوير من خلال تحليل أنماط توليد النفايات.
التنوع الاقتصادي من خلال الذكاء الاصطناعي
يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا تحديد فرص الاستثمار، مما يساعد البلديات على توليد الإيرادات من خلال التخطيط الحضري الذكي ومشاريع التنمية. من خلال تحليل البيانات الديموغرافية، الاتجاهات الاقتصادية، والعوامل البيئية، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة البلديات في التخطيط للنمو المستدام والتنمية، مما يضمن الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.
التفاعل العام والذكاء الاصطناعي
يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز التفاعل العام من خلال تحليل المشاعر على وسائل التواصل الاجتماعي والتغذية الراجعة من المجتمع. يمكن لهذه البيانات أن توفر رؤى حول مشاعر الجمهور، مخاوفه، وأولوياته، مما يساعد في تطوير خطط استراتيجية تركز على المواطن. يمكن للبلديات استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين التواصل مع المواطنين، تبسيط الخدمات، وزيادة الكفاءة العامة.
الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد السعودي: الخاتمة
إمكانات الذكاء الاصطناعي لتحويل الاقتصادات عميقة. كما قال الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، سوندار بيتشاي، “الذكاء الاصطناعي هو أحد أهم الأشياء التي يعمل عليها الإنسان، أكثر عمقًا من الكهرباء أو النار.” بالنسبة للسعودية، يمثل الذكاء الاصطناعي ليس فقط فرصة اقتصادية، بل مسارًا نحو مستقبل مستدام ومتنوع. مع تطور نيوم وغيرها من المشاريع المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، ستقدم لمحة عن مستقبل دمج الذكاء الاصطناعي، مما يؤثر ليس فقط على السعودية بل قد يضع سابقة للتقدم التكنولوجي العالمي.
التوصيات
يجب على صناع السياسات، المخططين الحضريين، ومديري البلديات تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء مدن أكثر ذكاءً واستدامة ومرونة. سيكون معالجة التحديات المتعلقة بخصوصية البيانات، القيود التنظيمية، وجاهزية القوى العاملة أمرًا بالغ الأهمية في استغلال الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي.
المصدر: تحسين الكفاءة: دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الخدمات البلدية، الذكاء الاصطناعي، نيوم وتنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن النفط والغاز. (انجليزي)